عندما يفرُغ شارعي الحسن الثاني و الجيش الملكي الواقعان وسط مدينة فاس، وهما من أكبر شوارع العاصمة العلمية، من المارة، تحلّ به فئة تنشط بالليل، ويتعلق الأمر بالعاهرات والمثليّين الجنسيين، المتربّصين بالباحثين عن قضاء لحظات من المتعة العابرة، غالبا ما تتمّ في الهواء الطلق داخل مرائب السيارات
تقصد العاهرات و المثليين، شارع الجيش الملكي و محيط حديقة الريكس الغير بعيد عن مقر المنطقة الأمنية الثانية ، هناك يتوقّف على الرصيف فرادى ومثنى وثلاث، في انتظار زبنائهن . وسُرعان ما ينتشرن في الدروب و الأزقة، المحيطة بشارعي الجيش الملكي و الحسن الثاني جنبا إلى جنب مع الشواذ المثليين الذين لطخوا صورة العاصمة العلمية .
المثير في “العمل” الذي تزاوله بائعات الهوى وسط مدينة فاس هو أنّهن يمارسن الجنس مع زبنائهن في الهواء الطلق، جوار العمارات السكنية، ويتم ذلك داخل السيارات، حتى عندما تكون الإجراءات الأمنية مشدّدة، كما هو الحال هذه الأيام بسبب كورونا و ما تحتمه الظرفية الاستثنائية و حالة الطوارئ الصحية .
هذا المُعطى أكّده لنا أحد المثليين الذي قادنا، بعد أن أوهمناه أننا زبناء، إلى بقعة أرضية عبارة عن باركينغ غارق في الظلام، بجوار أحد مقاهي الشيشة المعروفة وسط فاس و يحيط به عمارات سكنية في زقاق متفرع عن شارع مولاي الكامل. وبدا من خلال معاينتنا، أنّ الجنس في هذا المكان يمارس بمنتهى الحرية، حتى من طرف العاهرات و داخل سيارات فارهة .
تواجُد العاهرات و الشواذ المثليين في مدينة 12 القرن يجعل حركة السيارات، خاصة في شارع الجيش الملكي ، والشوارع التي يتواجدون بها لا تهدأ إذ يتوافد على المكان باحثون عن قضاء لحظات من المتعة في الهواء الطلق، مقابل خمسين درهما، كما أفاد المثلي الذي تحدثت معه الحقيقة24 .
أما الشواذ الذين لا يختلف المظهر الخارجي لعدد منهم عن الإناث، فينتظمون في مجموعات ويرقبون بأعين فاحصة أصحاب السيارات، ويرسلون قبلات على الهواء إلى العابرين، وحين يلمحون سيارةَ شرطة ينعطفون إلى الأزقة الهامشية حيث يتواروْن قبل أن يعودوا لمواصلة عملهم الذي يمتدّ إلى غاية الفجر.
و من جهتها ، طالبت فعاليات جمعوية بشن حملات أمنية لتطهير وسط فاس من هذه الصورة القاتمة و التي تضر بسمعة فاس و تاريخها ، و كذا ناشدوا النيابة العامة و القضاء أن يكون رادعا في أحكامه على هذه الفئة من المجتمع التي وجب معالجتها و إدماجها في سوق الشغل .