عندما باع العمدة الأزمي الوهم لساكنة مدينة فاس

الحقيقة 242 ديسمبر 2020
عندما باع العمدة الأزمي الوهم لساكنة مدينة فاس

لم يكن أكثر المتشائمين من سكان مدينة فاس في هذه السنوات الأخيرة يظن يوما أن حال مدينته سيصل إلى هذا البؤس الذي هي فيه اليوم. شهرا بعد شهر تزداد نسبة البطالة في صفوف شبابها و شيبها ؛ لا هناك معامل تحرك عجلة الاقتصاد المتوقفة منذ سنوات خلت و لا هناك حتى أفكارا أو مشاريع تمنح أبناءها بصيصا من الأمل في غد أفضل. انتهت كذبة “كوطيف” و تأكد وهمها ؛ لم يفتح سوى معمل واحد من المعامل التي تشدق المسؤولون بإنشائها، فقط شركة يتيمة “ألصطوم” هي من بدأت الإشتغال و بقيت البناية خاوية على عروشها في انتظار القادم .

و لكي لا يتم التدليس على المواطنين باسم مسؤولي الجماعة سيكون من الواجب علينا في منبر الحقيقة 24 تنوير الرأي العام بخصوص هذه النقطة : من استرجع فعلا أرض شركة كوطيف سابقا هو وزير المالية بوسعيد، و من عمل على جلب مستثمرين جدد هو وزير الصناعة و التجارة و الاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلم بتنسيق مع السيد والي جهة فاس مكناس. أما السيد العمدة فلم يتحمل إلا عناء 2 مليون درهم و الحضور يوم الافتتاح لأخذ صور تذكارية موهما سكان العاصمة العلمية أنه هو مُخلّصهم من براثن الفقر و البطالة و أنه هو من سيحيي فاس بعد موتها. للأسف فصاحب أشهر مقولة في تاريخ البرلمان صاحب قولة “الديبشخي و البيليكي” قد خان ثقة الفاسيين و زاد من أزمة مدينتهم.

لماذا ؟ لأنه و بكل بساطة حينما انتهت ولاية حميد شباط و استلم حزب الإسلاميين مفاتيح مدينة الشرفاء استبشر أهلها خيرا بقدوم منقذها كما روج له مرشح عموديتها و سبق و أن صرح به في إحدى لقاءات حملته الانتخابية، إلا أن حبل الكذب قصير و ما فتئ أن انكشفت خدع العمدة و سحر كلامه الذي باع به الوهم للفاسيين.

فالمدينة بقيت على حالها لأكثر من أربعة سنوات بدون تغيير تقريبا سوى إن قلنا للأسوأ : شوارع و أزقة بدون إنارة، حفر في كل مكان، قلة مرافق الترفيه و الفضاءات الخضراء إن لم نجزم انعدامها في كثير من الأحياء … إضافة لسوء تدبير خدمات الملحقات الإدارية بفرض رسوم على المواطن البسيط ما أتى بها الله من سلطان.


بل أكثر من هذا لا زالت معاناة مستعملي طريق ويسلان مستمرة بسبب إغلاقها و لا زال شارع محمد الخامس يعيش مشوها فاقدا لروحه التي حيا بها منذ عهد الاستعمار. دون أن ننسى توقف إنشاء المكتبة الكبرى على تراب مقاطعة المرينيين بسبب عرقلة هذا المجلس الجماعي لهذا الورش الثقافي الكبير.

كل هذا ليس إلا غيضا من فيض، فجروح مدينة فاس كثيرة و لن تلتئم على المدى القصير أو المتوسط إلا بقدوم مسؤولين ذوات خبرة و كريزما قادرين على إنعاشها من السكتة القلبية و إحياء اقتصادها و إعادة تأهيلها على كافة المستويات بما يعيد لها الاعتبار كمنارة ثقافية و قاطرة اقتصادية تستحق ساكنتها عيشة هنية.
سيتذكر الفاسيون كل هذا الألم الذي عانوه على مدى خمس سنوات الأخيرة و سيكون لهم موعد مع التاريخ في الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة لوضع كل شخص في مكانه و إعطائه المكانة التي يستحقها.

الاخبار العاجلة