قام بعض المحسوبين على جماعة العدل و الإحسان المحظورة بمحاولة الاحتجاج بعد صلاة ظهر الجمعة من داخل مسجد التجموعتي وسط مدينة فاس لإثارة الانتباه ضدا على قرار المغرب إعلان إعادة فتح مكاتب الاتصال بين الرباط و تل أبيب.
و أكدت مصادر من عين المكان لجريدة الحقيقة 24 أن أحد الأشخاص الذي هتف “حسبنا الله ونعم الوكيل التطبيع خيانة” معروف بانتمائه لجماعة العدل و الإحسان و هو ما يعكس حقيقة هذا السلوك المنافي لثوابت الأمة المغربية و مصالحها.
مثل هذا التصرف يعطي إشارات واضحة أن جماعة العدل و الإحسان بالمغرب و معها بعض اليساريين المتطرفين لا هم لهم سوى تحقيق مصالح ضيقة بعيدا عن مصالح الوطن و مصالح الشعب المغربي. فبمجرد إلقاء نظرة على صفحات التواصل الإجتماعي المغربية و معظم حسابات المغاربة الفيسبوكية يتأكد لنا أن هذه الجماعة تغرد خارج السرب ؛ فالكل صفق بحرارة على هذا الإنتصار الدبلوماسي الذي قاده جلالة الملك نصره الله و الذي أفضى إلى الاعتراف الواضح لأقوى قوة عالمية بسيادة المغرب على كامل ترابه.
و بمنطلق العقل و المنطق إذا كان قدوتنا نبينا محمد (ص) تعامل مع اليهود فالتطبيع معهم ليس محرما مع الأخذ بعين الاعتبار الفرق بين الدين اليهودي و الصهاينة. فالتاريخ و الثقافة و كل مكونات الهوية المغربية تعكس الارتباط الوثيق للمغرب كدولة و للشعب المغربي بالمكون العبري الذي يعتبر رافدا يغني الثقافة المغربية المتنوعة التي أساسها احترام جميع الأديان و تغليب فضيلة التسامح.
في ذات السياق، إن الدستور المغربي الأخير جاء ليؤكد هذا المعطى و أشار إلى أن المغرب يقف إلى جانب رعاياه أينما كانوا، فالمغاربة اليهود جزء لا يتجزأ من هوية المغرب الثقافية. فأواصر القرابة و ارتباط اليهود الوثيق بجذورهم المغربية لا زالت قائمة و بارزة إلى حدود اليوم منذ مئات السنين : يكفي أن نشاهد حب اليهود المغاربة لوطنهم في احتفالاتهم الدينية في المغرب و خارجه حتى في قلب إسرائيل.
بالموازنة مع هذا الانسجام التاريخي و الأبدي بين المغرب و رعاياه من اليهود المغاربة، فجلالة الملك نصره الله كان واضحا تجاه القضية الفلسطينية ؛ إذ أكد جلالته في بلاغ الديوان الملكي أن :
“…المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة”
فقضية الصحراء المغربية و القضية الفلسطينية بالنسبة للمغرب توأم سيامي لا انفصال بينهما.
و جلالة الملك رئيس لجنة القدس ما فتئ ينادي في خطاباته و مواقفه بالتوصل إلى حل نهائي يقضي بتعزيز الدولة الفلسطينية و الاعتراف الدولي بها بما يضمن كرامة الشعب الفلسطيني و عيشه في سلام.
من جهة أخرى و عكس ما يبذله المغرب من جهود من أجل إخوانه الفلسطينيين و من أجل التوصل لحل نهائي لملف الصحراء، نجد أصواتا نشازا تغني على هواها ضاربة في العمق وطنية المغاربة و ناكرة لمغربية الصحراء و على سبيل المثال لا الحصر ، جماعة العدل و الإحسان المحظورة .
فلا يمكن تجزيئ الوطنية فإما أن يكون المغربي وطنيا أو خائنا، و ما هذا الاحتجاج إلا خيانة للوطن.
الحاصول أو خلاصة القول الوطن يتغنى هذه الأيام بانتصار كبير بعد معركة دامت لعقود سيفتخر بها جيل المستقبل، و لن نعير اعتبار للحاقدين.