صفقة الباركينات بفاس : آخر مسمار يدق في نعش البيجيدي قبيل استحقاقات 2021

الحقيقة 2425 ديسمبر 2020
صفقة الباركينات بفاس : آخر مسمار يدق في نعش البيجيدي قبيل استحقاقات 2021

لم يلبث عمدة فاس الأزمي صاحب نظرية “الديبشخي” أن يستفيق من هول صدمة “البيليكي” التي أثارت زوبعة داخل البرلمان و خارجه حتى وجد نفسه أمام موجة من احتجاجات ساكنة مدينة فاس بسبب صفقة الباركينات. آخر الإحتجاجات التي توافدت عليها الساكنة بشكل عفوي بكل أطيافها و التي ضمت مواطنين عاديين، تجار، نقابيين و حقوقيين، كانت قد نُظّمَت الجمعة الماضية، لتليها في بحر هذا الأسبوع وقفات يومية لمحاصرة سيارة المراقبة التابعة للشركة الإيطالية الفرنسية.



فبعد أن أضاع العمدة الأزمي على خزينة الجماعة أكثر من 12 مليون و مائتي ألف درهم بسبب عدم تحصيل مداخيل مواقف السيارات لمدة سنتين بالرغم من استمرار تأدية واجب ركن السيارات من طرف المواطنين، تفتقت عبقريته (الأزمي) و أفتت عليه أن يفوّت هذا المرفق الحيوي إلى شركة إيطالية في صفقة شابتها العديد من الخروقات القانونية و لم تصادق عليها وزارة الداخلية إلى حدود الساعة، كما أن دفتر التحملات لم يطّلع عليه إلى الآن عامة المواطنين بل نُشِر منه فقط
ملحق طرأت عليه عدة تغييرات.



أكثر من هذا، فتعرفة وقوف السيارات بفاس مع هذه الشركة الإيطالية قد تصل إلى 20 درهما في اليوم بعدما كانت لا تكلف سوى درهمين طيلة اليوم ضاربين بهذا القرار القدرة الشرائية للمواطن الفاسي التي تعاني أصلا.



بل الأنكى منه، إجبار هذه الشركة كل مواطن أراد الاستفادة من خدمة مواقف السيارات التوفر على هاتف ذكي و تحميل التطبيق أو التوفر على رصيد كاف من المكالمات، و هو ما يجعل هذه الخدمة انتقائية و بعيدة عن إمكانيات الجميع من غير المتمدرسين و كبار السن..كما أنها تخرق خصوصية مستعملي التطبيق لأنها تجمع معطياتهم الشخصية و تستثمرها بدون وجه حق.


إن فشل مجلس جماعة فاس في تدبير هذا المرفق العمومي الحيوي ليس سوى الشجرة التي تخفي الغابة و ما على زوار مدينة فاس إلا التأمل في طرق المدينة و أزقتها المليئة بالحفر، ضعف الإنارة في بعض الأحياء أو انعدامها، البنية التحتية المهترئة التي لم تتجدد منذ صعود حزب العدالة والتنمية على رأس هذا المجلس…. كل هذه المعطيات تؤكد الفشل الذريع لهؤلاء المسؤولين قليلي أو منعدمي الكفاءة في معظمهم، ففاقد الشيئ لا يعطيه : كيف ننتظر من مجلس جماعي أن ينجح في تسيير العاصمة العلمية التي يفوق تعداد سكانها المليون و أربع مائة ألف نسمة و هو لم ينجح مسبقا حتى في تسيير حي (تعلمو يا الحجامة فريوس اليتامى) ؟


فصفقة “الباركينات” بفاس ليست سوى القشة التي قسمت ظهر المواطن الفاسي الذي ذاق المر على مدار خمس سنوات منذ صعود الإسلاميين إلى كرسي تسيير المدينة. و سوف تكون هذه الصفقة بالمقابل بحسب العديد من المتتبعين للشأن المحلي بفاس النار التي سيكتوي بها حزب “البيجيدي” الذي خان ثقة المواطنين الذين صوتوا عليه. و ما فجر الانتخابات المقبلة ببعيد، و إن غدا لناظره قريب ؛ و سيعلم حزب المتدينين الملتحين آنذاك أن صفقتهم هاته هي من دقت آخر مسمار في نعشهم.

الاخبار العاجلة