كشفت أمطار الخير الأخيرة التي عمت معظم ربوع المملكة عن هشاشة البنية التحتية في العديد من المدن خاصة الدار البيضاء و فاس.
و قد عرّت هاته التساقطات واقع الطرقات و شبكة صرف المياه العادمة التي لم تتجدد منذ مدة، حيث غرقت العديد من الأزقة و الشوارع و أغرقت معها السيارات و ممتلكات الدولة و المواطنين. اضطراب المناخ تسبب كذلك في اضطراب بعض المنتخبين الفاسدين الذين لم يظهر لهم أثر في هذه الأيام و انْزَوَوْا كالجرذان إلى جحورهم حتى تمر العاصفة و ينسى المواطنون هذه المعاناة. مشاهد غرق شوارع الدار البيضاء و معها سيارات المواطنين و مرائب السيارات التحت أرضية التي تداولها مستعملو مواقع التواصل الإجتماعي أبانت ضعف تدبير المنتخبين للعاصمة الإقتصادية إن لم نقل انعدام كفاءتهم. بعد هذه الفضيحة المدوية المتكررة بعد تهاطل الأمطار في كل سنة، تشير أصابع الاتهام إلى عمدة الدار البيضاء عبد العزيز عماري الذي يُسيّر المدينة منذ سنة 2015 ؛ حيث خصص مجلسه صفر درهم سنة 2019 لصيانة مجاري المياه المستعملة بحسب مشروع ميزانية الجماعة الذي اطلعت عليه الحقيقة24 و هو ما يؤكد المسؤولية المباشرة لمجلس الجماعة في ظل تكرار نفس المشاكل كل سنة. فأين هو مهندس الدولة في الإلكترونيك مِمّا يقع في مدينته الذكية ؟ أين اختفى هذَيْن اليومين ؟ لماذا لم يخرج إلى الإعلام من أجل التوضيح ؟ كل هذه الأسئلة لن يستطيع الإجابة عنها حاليا لأنه و بكل بساطة فشل فشلا ذريعا في تسيير شؤون الساكنة و لم يكن حكيما البتة في حل مشاكلها و هو الحاصل على ماستر الحكامة المحلية من كلية الحقوق بالمحمدية. فكل الوعود التي قطعها على نفسه أثناء ترشحه لعمدة مدينة الدار البيضاء دابت و جرفتها السيول إلى واد الشراط ببوزنيقة لأن المدينة المليونية قد فاضت و ضاقت عليها بما رحبت.
بالمقابل، كل هذا السيناريو التراجيدي و السّوْداوي الذي عاشه سكان مدينة الدار البيضاء مؤخرا لم يمنع نور الأمل أن يسطع من أكف مسؤولي السلطات المحلية و الأمنية الذين قاموا بدورهم على أكمل وجه و بكل تجرد و نكران للذات، حيث بادروا إلى تسهيل حركية المرور في مختلف شوارع المدينة و خَفْض نسبة المياه المُتجمّعة، و هو ما أظهرته العديد من الصور التي توثق لتدخل بعض القياد و الباشوات شخصيا عاكفين على تنقية البالوعات من الأزبال المتراكمة. هذا السلوك النبيل يعكس حس المسؤولية العالي لدى رجال السلطات المحلية و الأمنية الذي افتقده المنتخبون الذين فضلوا الارتكان إلى زاوية فيلاتهم الدافئة و استَحْلُوا الاستفادة من التعويضات السمينة تاركين المواطنين الذين صوتوا عليهم في مواجهة قساوة أحوال الطقس و قساوة غباء هؤلاء المنتخبين. لِيَعلم السيد العمدة و أعضاء مجلسه أن المواطن المغربي لا ينسى من خانه و خان العهد و ليعلم أن الحساب سيكون عسيرا في الانتخابات المقبلة و أن كل خائن ستقذف به صناديق الاقتراع إلى مزبلة التاريخ. فاتقوا الله يا أولي الألباب.