ككل موسم شتاء، يتمنى فيه المسؤولون ألاّ تفضحهم الأمطار، أشهرت الأخيرة سيفها فشمّرت عن سواعدها وعرّت أداء هؤلاء المسؤولين على مستوى مدينة فاس ، صنعت هذه التساقطات بانوراما مأساوية للبرك و الحفر التي صعّبت سيرورة الحركة بين الطرق ومختلف الأزقة التي تيتّمت بالكامل لعقود من عمليات التزفيت، كان من شأنها أن تمنع تكرار هذه الكوارث مع كل موسم مشكّلة عقدة مستمرة للساكنة، الذين ما فتئوا ككل مرة يطالبون تمكينهم من حقهم في طرقات معبدة خالية من الشوائب.
وفي كل مرحلة كارثية تسببها الأمطار، تعبر الساكنة عن استيائها للحالة التي تتواجد عليها الطرقات ، مؤكدين أنهم تحوّلوا بفعل هذا الوضع لضحايا تبعات ذلك على يومياتهم صيف شتاء، خاصة على أصحاب السيارات والراجلين ومن هم في وضعية إعاقة بسبب صعوبة تجاوزهم المطبات والحفر والأوحال التي تسببها الأمطار في إعاقة السير.
لقد بات سيناريو تنديد الساكنة في كل مناسبة بالتهميش الذي يطالهم ويحرمهم من حقهم في خدمة عمومية جيدة يتكرر دوما، من خلال شبكة طرقات معبدة تعفيهم من انتشار الحفر والمطبات العشوائية المؤدية إلى عرقلة حركة المرور، إذ تحولت أحياؤهم تحت جمود السلطات المنتخبة بقيادة ادريس الإدريسي الأزمي و نائبه الحارثي إلى برك مائية ومستنقعات نتنة بتهاطل الأمطار.
أمام ذلك وككل يوم ممطر، يجد التلاميذ والأطر التربوية صعوبة اجتياز برك شاسعة شكلتها الأمطار أمام مؤسساتهم ما يعتُبر بلوكاجا لحركيتهم اليومية في استنكار شديد للأساتذة بما آلت إليه وضعية مؤسساتهم التعليمية أمام صمت منتخبي مدينة فاس .
رغم تعاقب المجالس المنتخبة، فالأمر يزيد تعقيدا في الأيام التي تعرف تهاطلا للأمطار و التي تحول فاس إلى بركة كبيرة بسبب انسداد قنوات الصرف الصحي دون إغفال الازدحام المروري الذي يعتري مفترق الطرق.
إلى أي حد يمكن أن تستدرك جماعة فاس في شخص عمدتها الإدريسي الأزمي هذا الخلل الذي لا يجد له الساكنة مبررا في السكوت عنه، متى ستفك الخناق عن طرقات أصبحت تفرض دوما على مستعمليها السير ببطئ لإنقاذ مركباتهم من الأعطاب، وبالتالي الاضطرار إلى الاستسلام للازدحام المروري والتأخر عن بلوغ وجهاتهم مهما حاولوا عكس ذلك؟