فرضت الحالة الوبائية التي يمر منها المغرب، منذ إعلان حالة الطوارئ والحجر الصحي، توقف العديد من المهن والخدمات، مما دفع بالكثيرين إلى تغيير مهنهم وأخرون إلى البحث عن مصادر بديلة للقوت اليومي الذي فقدوه جراء إغلاق العديد من الشركات، والمعامل، فيما اختار آخرون الخروج إلى الشارع، والتحول من أشخاص منتجين وفاعلين داخل المجتمع، الى ‘’متسولين’’ يطالبون المحسنين مدهم بعض الدراهم.
ووفق ما عاينته الحقيقة24 ، من تدوينات وتعليقات لنشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، فان ظاهرة ‘’التوسل’’ اجتاحت جل المدن المغربية، وأصبح الجميع يتذمرون من الوضع الذي تحولت اليه الساحات العمومية، والمقاهي ووسائل النقل العمومي، بعدما اجتاحها العشرات من ‘’المتسولين’’، من مختلف الشرائح.
وفي ذات السياق، أكدت الدكتورة في السوسيولوجيا نوال موحوت، على أن ظاهرة التسول هي في الأصل تعبير عن احتياج، ولكن في السياق المغربي نجد أن هناك حالات حولتها إلى مهنة للاغتناء’.
وحسب الدكتورة موحوت، فإنه ‘’لا يمكن الجزم بأن تزايد حالات ‘’التسول’’ له علاقة ميكانيكية بجائحة كورونا، بسبب عدم وجود دراسات واحصائيات مقارنة تؤكد تزايد عدد المتسولين بالمغرب، أو انتشارها بشكل واسع، و احتراما لقبعة الباحث المتخصص، لا يمكن الجزم بصحة الفرضية، وأن الأمر يحتاج الى دراسة ميدانية للحديث باليقين الكافي عنها ‘’.
وأضافت المتحدثة، في تصريحها للحقيقة24 ،فان الوضع العام الذي تعرفه البلاد من توقف لعدد كبير من الخدمات والأنشطة الاقتصادية، يمكن أن يرجح بشكل اكبر فرضية، كون جائحة كوفيد 19، قد أفرزت عددا كبيرا من المتسولين، الذين أصبحوا في وضع العطالة، وعدم وجود موارد بديلة و فرص شغل تكفي لعيش هذه الفئة’’.
مبرزة في ذات السياق، أن الدولة المغربية، تفاعلت مع هذا التوقع(الانعكاس السوسيواقتصادي للتدابير الاحترازية للجائحة)، وقامت بدعم الفئات الاجتماعية المتضررة، جراء التوقف الذي فرضته تدابير الطوارئ الصحية والحجر الصحي’’.