بعد فضيحة مشروع فاس باركينغ الذي أبدعه غباء مسيري جماعة فاس، ها هي فضيحة أخرى حِيكَت خيوطها تحت جُنح الظلام برئاسة العمدة الأزمي. صفقة أخرى تفوح منها رائحة الفساد و المحسوبية و الزبونية ظهرت للعيان ؛ حيث اكتشف المواطنون أن الشركة المكلفة بتدبير كل من موقع و تطبيق “فاس باركينغ” و “كوفيد فاس” ليست سوى نفس الشركة التي رست عليها الصفقة و ها هي الآن مكلفة أيضا بصيانة موقع الجماعة الذي تم إغلاقه مؤخرا، و كأن شركات الميديا و وكالات التواصل انقرضت و لم يعد لها أثر و لم يعد هناك سوى هذه الشركة.
السؤال الذي يطرحه المواطن الفاسي و المغربي عامة هو : لماذا يصر العمدة الأزمي على استفادة نفس الشركة من كل هذه الصفقات ؟ هل احترم العمدة معايير فتح طلبات العروض و توقيع الصفقات ؟ هل تنافست هذه الشركة مع نظيراتها للاستفادة من هذه الصفقات ؟ هل أموال دافعي الضرائب أصبحت مستباحة بدون حسيب و لا رقيب ؟ لماذا لا يفسح العمدة المجال لباقي الشركات حتى تستفيد هي الأخرى من هذه الصفقات لتنمي جاذبيتها و استثماراتها ؟ ألا يعيد العمدة الأزمي نفس خطأ مشروع فاس باركينغ الذي قام بتفصيله على مقاس الشركة الإيطالية الفرنسية مستبعدا و مستثنيا باقي الشركات ؟
أليس مثل هذا السلوك التدبيري يكرس ظاهرة المحسوبية و الزبونية و يلطخ سمعة الحزب الإسلامي؟ أين هي مبادئ حزب العدالة و التنمية الذي طالما تشدق بمحاربة الفساد ؟ أليس هذا هو الفساد بعينه ؟
كل هذه المعطيات تؤكد و تعكس مدى استهتار رئيس و أعضاء جماعة فاس بمصلحة المواطن، و تثبت بما لا يدع مجالا للشك فشلهم الذريع في تطوير و تنمية المدينة و إخفاقهم في تدبير مرحلة ولايتهم.
و لعل هذا التخبط و العشوائية في التسيير هو ما دفع شباب و مناضلي مدينة فاس لخلق تكتل مجتمعي مهمته التصدي أولا لمشروع فاس باركينغ و ثانيا لباقي المشاريع المضرة بالمواطن الفاسي. و ربما قد يتحول هذا التكتل مستقبلا إلى جبهة معارضة سياسيا لمنتخبي مجلس جماعة فاس لتقول كلمتها في الاستحقاقات الجماعية القادمة عقابا للعمدة الأزمي و من معه من المنتخبين ممن أضروا كثيرا بالمواطن الفاسي و تنصلوا من مسؤولياتهم اتجاجه و خانوا العهد و خانوا صوته. فيكونَ آنذاك سقوط حزب الإسلاميين بفاس سقوطا مدويا و هو ما تشير إليه التكهنات بالنظر إلى نتائجهم التي خيبت ظن و آمال المواطنين فيهم.
سنعود للموضوع و الكشف عن مسير هذه الشركة و ما علاقته بحزب البيجيدي و كيف تم منحه هذه البونات للاستفادة