أثارت مؤخرا عودة شباط إلى المغرب الكثير من الجدل و أسالت مداد الصحافة الوطنية و حتى الأجنبية منها.
ثلاث سنوات من الغياب لم تكن سهلة على المواطن الفاسي و المغربي الذي أَلِف حضور حميد شباط و أَلِف قفشاته و خرجاته الجريئة أمام كاميرات القنوات و الجرائد الوطنية.
العديد من المتتبعين يقولون أن عودة شباط إلى أرض الوطن و خاصة في هذه الظرفية سيكون لها ما بعدها ؛ فالأحزاب قد بدأت في قرع طبول حرب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة و شرعت في التسخينات لخوض غمار هذه المباراة التي ستكون حاسمة هذه المرة.
برجوع شباط إلى مدينة فاس يكون قد بعثر أوراق باقي الأحزاب و المنافسين خاصة منهم حزب العدالة و التنمية الذي يسير المدينة و الذي أخاب ظن الفاسيين فيه بتدبيره الفاشل.
الكل يجمع على أن فترة تَحَمُّل شباط لمسؤولية كرسي العمدة بمدينة فاس كانت أفضل بكثير من هذه الفترة الحالية ؛ إذ يُعْرِب معظم سكان فاس أن العمدة الأزمي أرجع المدينة سنوات إلى الوراء و لم يخلق أية إضافة لا إن على مستوى تدبير الشأن المحلي أو على المستوى الإقتصادي، على عكس ولاية شباط التي و بالرغم من نواقصها، تمكن من خلالها من جلب استثمارات للمدينة و خلق رواج تجاري و فرص شغل.
استقرار شباط مجددا في مدينة فاس أعاد وهج حزب الاستقلال داخل المدينة و ساعد على لم شمل مناضليه حتى الغاضبين منهم. و لعل الدينامية التنظيمية التي يقودها شباط و الحس التواصلي العالي الذي ينهجه بشكل يومي مع المواطنين و كل الفعاليات ساعد بشكل كبير على توسيع قاعدة الحزب مجددا و تجديد الثقة في الحزب و قياداته.
بالمقابل، صوم حميد شباط عن الكلام و عن تقديم تصريحات للصحافة الوطنية له دلالات عدة أبرزها أن الأمين العام السابق لحزب الميزان يشتغل في صمت و يستعد كالماكينة الألمانية لحصد نتائج مشرفة في الاستحقاقات المقبلة.
و لعل إقامته بين كل من تركيا و ألمانيا و ثقافتهما علمته الاشتغال بلا ضجيج و بحنكة عالية لتحقيق نتائج مرضية و البلوغ للهدف المنشود. فهل سينجح شباط من إزاحة العمدة الأزمي و الرجوع للتربع على كرسي عمدة فاس ؟ هل لحميد شباط طموحات انتخابية أكبر كالظفر برئاسة جهة فاس مكناس مثلا ؟ هل يفكر شباط أيضا في العودة إلى تدبير حزب الميزان كأمين عام ؟ في ظل صمت شباط و ابتعاده عن أضواء الإعلام و الصحافة، يبقى الزمن وحده كفيلا بالإجابة عن هاته الأسئلة .