لم يكن يتصور ادريس الأزمي عمدة مدينة فاس أن تتمتد بقعة الزيت الملتهبة في قضية الباركينك لتصل خارج المدينة و تحصل على دعم واسع من باقي المدن و العديد من الفنانين، السياسيين، و الفعاليات.
من بين الشخصيات البارزة التي دعمت نضال الفاسيين ضد العمدة الأزمي خاصة في صفقة الباركينك، نجد كلا من زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب، و السياسية الاستقلالية و الحقوقية حليمة الزومي، و الأستاذة الجامعية الدكتورة حكيمة الحطري.
وجوه نسائية كانت بالمرصاد للعمدة الأزمي و دافعت عن المواطن الفاسي حيث شاركته في نضالاته.
اليسارية نبيلة منيب صوّبَت مدفعيتها نحو عمدة فاس عبر شريط فيديو ناري كشفت فيه بالملوس عن الاختلالات التي شابت الصفقة، و عبرت من خلاله عن تضامنها اللامشروط مع الساكنة الفاسية التي تدافع عن حقها. كما استنكرت المناضلة منيب من خلال نفس الشريط موقف العمدة الذي بات يسبح ضد التيار بهجومه في غير ما مرة على من صوتوا عليه عِوَض أن يدافع عنهم و يلبي طلبهم.
من جهتها، عبرت الناشطة السياسية و الفاعلة الحقوقية حليمة الزومي عن امتعاضها من طريقة تدبير العمدة لهذا الملف، حيث قالت أن الأنانية و التكبر و عدم فتح باب الحوار مع المواطنين هم من أزّم الوضع و زاد من حدة الاحتقان الذي قد ينفجر في أية لحظة. وبرزت النقابية و الحقوقية حليمة الزومي كفاعلة مؤثرة في تطور هذا الملف بدفاعها عن أحقية المواطنين برفض و بطلان الصفقة ؛ إذ شاركت في العديدة من الوقفات التي دعت إليها مجموعة بويكوت فاس باركينغ” و ساهمت في تشكيل جبهة نقابية” لمناصرة حراس مواقف السيارات المطرودين و مناصرة المواطن الفاسي.
من النساء الأكاديميات كذلك اللواتي وقفن سدا منيعا في وجه الظلم الجارف للأزمي اتجاه الفاسيين و خاصة حراس مواقف السيارات المطرودين، هناك الأستاذة الجامعية الدكتورة حكيمة الحطري التي أبانت عن حس نضالي عالي و عكست موقفا مشرفا مسؤولا سيشهد التاريخ عليه مستقبلا.
الدكتورة الحطري أبت إلا أن تنخرط بعفوية في حملة مقاطعة صفقة بيع شوارع و أزقة فاس. غيرتُها على مدينتها و دفاعها المستميت عن حقوق أبناء مدينتها جعلها تصرخ معهم في وجه طغيان مدبري الشأن المحلي بالمدينة معبرة في العديد من المناسبات عن وقوفها إلى جانب أولاد الشعب.
أفَلاَ يستحي العمدة الأزمي و يتراجع عن هاته الصفقة و هذا المشروع الذي أبان عن فشله قبل أن يخرج للوجود ؟ أليس من العار أن يهاجم العمدة الأزمي هؤلاء النساء ليس لشيئ سوى لأنّهُن عبّرْن عن رأيِهِنّ و دافعْنَ عن حقوقهن ؟ أين هي شيم الرجال و أين هي مبادئ حزب الإسلاميين في صون كرامة المرأة ؟ لماذا لا يفتح العمدة حوارا جادا و فعليا مع المواطنين و الفعاليات و كل المتضررين من هذا المشروع ؟ .
ليعلم السيد العمدة أن المواطنين لا زالوا متشبثين بحقهم في بطلان هذه الصفقة و ليتذكر أن العديد من المسؤولين ساهموا في خرابهم بأيديهم كما يقول المثل المغربي “صياد النعامة يلقاها يلقاها”