يقول جوزيه ساراماغو ” حتى في المحن قد تجد خيرا كافيا يمكنك من احتمال المحنة ”، وهي الحقيقة التي تجلت بشكل صريح بعد إعلان المغرب حالة الطوارئ، للحد من تفشي وباء “كورونا”. رجال الدولة والأمن والسلطة المحلية والجيش والدرك والقوات المساعدة و الأطباء ، الكل تجند للتصدي لهذا الوباء، دون تردد أو مزايدات مجانية في هكذا ظرف حالك، مقدمين دروسا في التضحية والوفاء، في وقت احتمت فيه الخفافيش “المنتخبة” بمغاراتها، خوفا من العدوى، وشرعت في تبخيس تضحيات “الرجال الصناديد” خلف الحواسيب و الهواتف النقالة و تجييش ذبابهم الإلكتروني .
سرق السعيد ازنيبر والي ولاية جهة فاس مكناس ، وباشوات و قياد وخلفان وأعوان السلطة، وعناصر الأمن والجيش والقوات المساعدة من أعلى الرتب إلى أصغرها ، الأنظار في هذه المرحلة المفصلية بالمغرب، إذ بذلوا مجهودات خرافية لتفعيل الحجر الصحي و الطوارئ الصحية ، غير آبهين بالأخطار التي تهدد حياتهم وعائلاتهم، الأهم في نظرهم أن تنجو فاس و الجهة من هذه الحرب ، التي كانت ستطيح بضحايا أكثر و أكثر ، لكن نداء الواجب حتم عليهم الصمود والتضحية ومواجهة الصعاب.
بروح معنوية عالية، أشرف بلدوزر الداخلية والي ولاية جهة فاس مكناس ، على كل صغيرة وكبيرة، بداية بالحفاظ على سير عمل المرافق و المصالح الخارجية ، و الوقوف على الحملات اليومية لفرض الحظر الصحي ، مجهود كلف السيد والي الجهة وعناصره الكثير من الجهد والوقت، بروح وطنية عالية ودون تأفف.
عاش ازنيبر في بداية تفعيل الطوارئ، رفقة عناصره توترا خاصا، بحكم أنه يشرف على جهة تضم 9 أقاليم و عرفت انفجار العديد من البؤر ، إذ كان هناك تخوف من عدم التزام المواطنين بالتعليمات، لكن مع مرور الوقت، وبقليل من الصبر والتضحية تمت السيطرة على الوضع، وقلت حالات خرق الحظر.
الحقيقة24 ، عاشت كل لحظة بحلوها و مرها مع رجال السلطة المحلية و المصالح الأمنية منذ بداية الجائحة شهر مارس المنصرم ، حيث عاينت حرص المسؤول الأول عن جهة فاس مكناس على تنبيه رجالاته و حثهم على اتباع إجراءات السلامة خلال العمل ، لتفادي أي مفاجأة من الفيروس القاتل، إذ ألزم عناصره بارتداء الأقنعة الطبية، وحمل المعقمات، واحترام المسافة بينهم ، لكن رغم هذه الإجراءات، ظل خطر العدوى قائما، بحكم أن فاس شهدت غليانا بعد هدم الأسواق العشوائية في محاربة لتحرير الملك العام ، فوجد باشوات و قياد و أعوان السلطة أنفسهم أمام مشاحنات مع المواطنين، خصوصا الباعة الجائلين، الرافضين لتطبيق القانون.
صحيح أنه يتم حل الخلافات بلباقة لتفادي أي احتقان، لكن بعض المواطنين، الذين اعتادوا الفوضى، يتورطون في سلوكات تهدد حياتهم وحياة مسؤولي ورجال السلطة، إذ منهم من يعتمد التجمهر، وآخرون يصرون على المجادلة وجها لوجه، رغم تنبيههم بضرورة احترام المسافة القانونية.
وإلى جانب المعارك بالشارع، خاض السيد والي الجهة معارك أخرى حاسمة، حيث الاجتماعات اليومية إلى ساعات متأخرة من الليل ، فترة عصيبة و مقلقة مرت على مسؤولي العاصمة العلمية ممن وثقت فيهم وزارتي الداخلية و الصحة و على رأسهم السيد السعيد ازنيبر و الذي استطاع بفضل خبرته و حنكته مقارعة أشواط تحديثات كورونا رفقة رؤساء المصالح الداخلية و الخارجية و رجال الأمن و العسكريين و الشبه عسكريين و أطبائها .
لكن كل شيء يهون في سبيل الوطن
