تُعرف مدينة فاس بعبقها التاريخي الذي يستقطب الألاف سنويا من السياح و الزوار من داخل و خارج أرض الوطن و من مختلف أنحاء العالم نظرا لما تزخر به من معالم تاريخية و إرث ثقافي و اقدم جامعة القرويين التي ضمت طلاب العلم من كل يقاع العالم حيث صنفت الحاضرة الادريسية لدى منظمة اليونيسكو الأممية كأكبر مدينة قديمة في العالم ، و أكثر ما يميزها دروبها و ازقتها الملتوية الضيقة مما يزيد السياح غرابة كل مسلك يسلكونه ليُفاجئوا بحضارة عريقة من صناعة تقليدية على جميع المستويات إبداع و سحر يبهر السائح ليجعلنا نطرح أكثر من تساؤل هل فاس تستحق اليوم هذا الإهمال و هذه الإساءة ؟ .
الجواب هو أن مدينة فاس عرفت تدهورا ملحوظا لا يليق بها مقارنة بما سبق عهدها من حضارة في ماضيها ، فبعدما عرفت العاصمة العلمية انتعاشا على مستوى يليق بها في ولايتي حزب الاستقلال من تزيين للشوارع و مساحات خضراء و نافورات و كراسي رخامية إضافة إلى مشروع اكبر مكتبة في افريقيا و التي تليق بمقام العاصمة العلمية حتى تدهورت أوضاعها بشكل كبير في عهد تسيير الإسلاميين من البيجيديين بقيادة العمدة ادريس الإدريسي الازمي الذي فشل فشلا دريعا في إنقاذ مدينة فاس و العبور بها إلى بر الأمان .
كيف لمدينة في حمولتها التاريخية و صداها العالمي و الدولي أن تصل إلى هذا الحد ؟ تردي الإنارة في جل أزقة المدينة و الحفر و ترقيع للطرقات قلة إن لم نقل انعدام المساحات الخضراء ، خراب على جل الأصعدة في كل ما يخص التسيير الجماعي في مدينة فاس .
فاس تستحق الأفضل ، و كفى افتخارا بما صنعه الأجداد و الغيورين من مسؤولين في القرن 21 ، مجالس تعاقبت و كارثة العدالة و التنمية ستبقى خالدة في وجدان كل فاسي و فاسية عانى من الآذان الصماء للبيجيديين ، حيث لم يستطيعوا انجاز شئ سوى الخراب و الدمار في البنيات التحتية و عرقلة مشاريع لمقاولين و مستثمرين ذنبهم أنهم يختلفون مع الإيديولوجيا السياسية لأصحاب اللحي المتدينين .
و ما صنعه المولى إدريس ابن عبد الله يخربه إدريس الإدريسي الازمي و حاشيته ، قد يكون نفس الاسم ولكن ليس نفس الانجاز للإفتخار .
لمياء . ب / صحفية متدربة