مرة أخرى، أبى العمدة الأزمي إلا أن يُدهِش ساكنة فاس بخرجاته المتهورة و قفشاته المضحكة و كأنه يخاطب أهل فاس الشرفاء بتصريحه الأخير قائلا : “ارحموا عزيز قوم ذل فقد اقترب الوداع و هذه آخر رقصة للديك المذبوح، فنهاية ولايتي على الأبواب”. آخر صيحات العمدة المبحوحة كانت تصريحه لإحدى الجرائد الإلكترونية “سامحها الله” التي نقلت مغالطاته و طبلت و زمّرت له لعل و عسى يرمي لها بعضا من الفُتات التي اعتادت أن تلتقطه من الأرض في مشهد بئيس يُشعِر بالغثيان.
بطل هذا المشهد بطبيعة الحال هو هادِمُ مدينة فاس بعد مؤسّسِها المولى ادريس، و كأن الزمان و التاريخ يعيد نفسه لكن عكسَ ما نشأت و تأسست عليه فاس، فإسم “إدريس” مؤسّسُ فاس أصبح الآن لقبَ هادِمها و مؤَزِّمَ حالها : بطالة، فقر، بنية تحتية مهترئة، مشاريع متوقفة… و صفقة العار، صفقة بيع شوارع و أزقة فاس.
انتفاضة ساكنة فاس ضد العمدة الأزمي و ضد صفقة الباركينك، و الدعم القوي الذي قدّمه السياسيون و الحقوقيون و الفنانون و مختلف فعاليات المجتمع و الذي عرَّف بقضيتهم العادلة، دفع العمدة الأزمي إلى أن ينفث سمومه في كل اتجاه. فبعد مهاجمتِه للنساء المناضلات ضد هذه الصفقة و على رأسهن نبيلة منيب و حليمة الزومي و حكيمة الحطري، ها هو الآن يشهر انتقامه من أفراد آخرين كانوا و لا زالوا في الصفوف الأمامية للدفاع عن مصالح ساكنة فاس. إذ قرر صاحب مقولة “الديبشخي” مقاضاة رئيس جمعية حراس الباركين بفاس بهدف عزله عن باقي المناضلين و تهديده للابتعاد عن هذه القضية العادلة قضية كل الفاسيين.
فهل جُنّ السيد العمدة ؟ ألا يعلم أن مقاضاة فرد واحد من أفراد المناضلين لاسقاط الصفقة هو مقاضاة للمدينة و الساكنة كلها ؟ أ ليس من العيب و العار مقاضاة صاحب شركة يدافع عن مستخدميه من جشع الشركة الإيطالية ؟ هل يرضيك أيها العمدة تشريد مئات الحراس بسببك ؟ ألا تعلم أن السحر سينقلب على الساحر و أن الساحر لا يفلح حيث أتى ؟ ساكنة فاس تقول لك على قلب رجل واحد : “هي كلمة واحدة هاد الديبشخي يطلع برا”. ولْتَعلم كذلك السيد العمدة أن رب هذه الشركة الذي تريد جره للقضاء فهو مستقل ، و لا انتماء سياسي له و ليس له أهداف سياسية كما تم الترويج له ، و حتى حركة بويكوط فاس باركينك لا اهداف سياسية لها بل هدفها إحقاق الحق و حماية جيوب الفاسيين من جشع نائبك و الشركة الإيطالية. و حتى و إن كانت مسيسة أين المشكل ا لا تؤمنون بالدستور ؟ الا تؤمنون بالاختلاف ، انتم تمارسون الاغلبية ما دمتم في التسيير و الفاسيون يمارسون المعارضة مادامت المعارضة في مجلسكم “مقتولة و ميتة ” ، و إن كنت تريد جمع أموال إضافية و ضخها في خزينة الجماعة فما عليك إلا البحث عن استثمارات و تمويلات أجنبية و الابتعاد عن جيوب المواطنين فقد بلغ الفقر مداه مع ولايتك و وَيْلاتك، خاصة مع “البيليكي” لي تتفطح” به و الامتيازات اللي تتسخن بها جيبك”.
و عن الشخص الذي تهدد انك قدمت دعوة قضائية ضده ، و تقصد هشام رفيق صاحب شركة RAFIK HICHAM ، فإنه اذاقك من كأس مرة و ناضل الى جانب مستخدميه لكي لا يتم تشريدهم سيما انه كان يكتري حصصه من باركينات فاس في عهد المجالس السابقة شأنه شأن باقي الشركات التي تنافس في إطار صفقة تعلنها الجماعة و يتم التنافس عليها .
إلا ان حرمانك لهذه الشركات المواطنة من صفقات جماعاتية كانت تدر الدخل على مجلس جماعة فاس في إطار ما هو قانوني و انتفاضة صاحب شركة بعد أن أحس بالظلم و محاولة منكم تشريد مستخدميه جعله يسلك طريق الانتفاضة و النضال حتى تحقيق النصر على التدبير المفوض بالاستعانة بشركات أجنبية و دفتر تحملات تفضيلي تقيصه على ذوق الشركة حتى ترضى بالتعامل معكم امام اقصاء ولاد البلاد.
و يقولها ابي القاسم الشابي في قصيدته الشهيرة “إرادة الحياة” حيث قال :
إذا الشعب يوما أراد الحياة / فلا بد أن يستجيب القدر
و لا بد لليل أن ينجلي / و لا بد للقيد أن ينكسر
فقيود تسيير جماعتكم الفاشل لا بد أن ينكسر ، و لا بد لمجلسكم أن يندثر ، و إن أرادت ساكنة فاس الخروج من ظلمات تعسفاتكم و تعنتكم فما على القدر إلا أن يكون منصفا ببزوغ فجر جديد مع مسؤولين يناقشون و يحاورون لا يجرون اصحاب الحقوق للقضاء من أجل إسكات الافواه المزعجة .