أحالت الفرقة المحلية للشرطة القضائية بالمفوضية الجهوية للأمن بسيدي يحيى الغرب، بالتنسيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، أخيرا، أربع نساء وشقيقهن وابنة إحداهن، بجرائم ترتبط بالقتل العمد، مع سبق الإصرار والترصد، وتشويه جثة، وطمس معالم جريمة، وعدم التبليغ عنها، بعدما قتلوا ابن شقيقتهم وقطعوا رأسه وأطرافه ورموا أشلاءه بمطرح نفايات بالمدينة، قبل سنة ونصف، وأودع الموقوفون الستة رهن الاعتقال الاحتياطي.
وأوضح مصدر مطلع أنه بعد أن استعصى على المحققين فك لغز الجريمة، منذ ما يزيد عن 18 شهرا، اهتدت مصالح التحقيق التمهيدي، بالتنسيق مع أجهزة أمنية ومختبرات تقنية، إلى اكتشاف أن خالات الهالك وابنة واحدة منهن، وخاله، هم المتورطون في الجريمة، والسبب تصفية حسابات، بسبب الاتجار في المخدرات والأقراص المهلوسة.
وتبين للمحققين أن العائلة معروفة بالاتجار بالممنوعات، والوساطة في القوادة، منذ سنوات، والفساد والتحريض عليه، وأن المجنى عليه، الملقب بـ “جاماغي”، الذي يتحدر من دوار “الرحاونة”، ويبلغ من العمر 36 سنة، اختلف مع خالاته “البارونات”، بسبب عائدات ترويج الممنوعات فقتلنه وقطعن جثته.
واستنادا إلى المصدر ذاته، تبين أن المتورطة الرئيسية توجد، منذ شهر، بسجن العرجات بسلا، في جريمة ترتبط بالرشوة، وتبين أنها أصيبت، قبل سنة ونصف، بأزمة نفسية، قبل أن تظهر الأبحاث، مع مرور الزمن، أنها العقل المدبر لسيناريو قتل ابن شقيقتها، وشاركت شقيقاتها الثلاث وابنة واحدة منهن وشقيقهن، في قتل الشاب، وتقطيع جثته ورميه بمطرح النفايات، دون أن يتركوا أثرا للجريمة.
وقد تبين أن الموقوفات أطرن وقفات احتجاجية لمطالبة الأمن بالتحقيق في مقتل ابن شقيقتهن، والتسريع بتقديم الجناة أمام العدالة، بعدما أكدن، أثناء الاستماع إلى أقوالهن، أن شخصين حضرا إلى محيط بيتهن، في 28 يونيو 2019، وناديا على الهالك، وبعدها لم يظهر له أثر. وظلت الأبحاث السرية الميدانية والتقنية متواصلة في الموضوع، لتسقط المتهمات الخمس وشقيقهن في قبضة عناصر الأمن، بعد ثلاثة أسابيع من سقوط رئيس الشرطة القضائية، ومساعديه في قبضة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء، بعدما تبين أن المتهمة الرئيسية في جريمة القتل كانت تمنح رشاوى لهم، مقابل التستر عن أنشطتها الإجرامية، في بيع المخدرات والأقراص المهلوسة والخمور.
وبعد ثلاثة أسابيع من إيداع المسؤولين الأمنيين رهن الاعتقال، من قبل قاضي التحقيق المكلف بجرائم الأموال، وصل المحققون إلى وجود أدلة في ارتكاب المتهمة الرئيسية بسجن العرجات مع شقيقاتها الجريمة البشعة التي هزت سيدي يحيى الغرب.
وحسب ما أوردته يومية “الصباح” من معطيات، فقد أنكرت الموقوفات وشقيقهن جميع الاتهامات المنسوبة إليهم، في جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وتقطيع جثة وتشويهها ومحاولة إخفاء معالم الجريمة، أثناء إحالتهم على الوكيل العام للملك بالقنيطرة، وأحالهم ممثل النيابة العامة على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، الذي أودعهم رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي “العواد” بالمدينة، وسيواجههم جميعا بالمتهمة الرئيسية القابعة بسجن العرجات، في الأيام القليلة المقبلة، ضمن أولى جلسات التحقيق التفصيلي.
يذكر أن الجثة عثر عليها بمطرح نفايات عشوائي بالطريق الوطنية رقم 4 المؤدية إلى سيدي سليمان، وتبين أن الهالك ذو سوابق في تكوين عصابة إجرامية، وتعدد السرقات، والضرب والجرح والاتجار في المخدرات، وساد الاعتقاد، في البداية، أن شبهة الخيانة الزوجية وراء الجريمة، ودخلت الشرطة القضائية بسيدي سليمان والمصلحة الولائية للشرطة القضائية على خط الأبحاث، وبعدها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، قبل أن تظهر حقائق أخرى تورط خالات الهالك وشقيقهن في ارتكاب الجريمة البشعة.