منذ ظهور أول حالة لفيروس كورونا المستجد بالمغرب و مع فرض الحجر الصحي السنة الماضية في جميع ربوع المملكة، عملت السلطات الجهوية بفاس مكناس تحت قيادة السيد الوالي سعيد زنيبر على تنزيل مختلف التدابير الإحترازية من أجل الحد من تفشي فيروس كوفيد 19.
الاستراتيجية التي تبنتها السلطات الجهوية في مختلف الأقاليم حققت نجاحا ملموسا يشهد به الجميع، حيث تمكنت الجهة من الابتعاد عن منطقة الخطر و خفض عدد الحالات النشيطة و الحالات الحرجة تحت التنفس الاصطناعي و أصبحت جهة تتذيّل الترتيب الوطني بخصوص عدد المصابين.
فرض الحجر الصحي السنة الماضية لثلاثة أشهر و تنزيل مقتضيات حالة الطوارئ و الحجر الليلي مؤخرا مكنوا من تخفيف التداعيات الصحية الوخيمة التي كانت تهدد بلادنا و التي نجا منها المغرب بفضل السياسية الاستباقية الحكيمة لجلالة الملك نصره الله.
في ذات السياق، و تطبيقا للتعليمات السامية لجلالة الملك، استطاعت جهة فاس مكناس السنة الماضية من توزيع الآلاف من “القفف” تزامنا مع حلول شهر رمضان الأبرك و هو ما تعتزم البدأ فيه كذلك هذه السنة لا سيما و أن رمضان هذه السنة استدعى أيضا فرض حظر التنقل الليلي.
بالإضافة لكل هاته التدابير التي اعتمدتها الدولة في مكافحتها لتفشي فيروس كورونا المستجد، أعطى جلالته انطلاقة الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد19 ، حيث سهر بلدوزر الداخلية السيد السعيد زنيبر والي جهة فاس مكناس على حسن تدبير هذه العملية و الحرص على حملة تلقيح المواطنين عبر نهج برنامج سَلِس حتى يَضْمن مواطِنوا الجهة اكتساب مناعة جماعية تَقيهِم تبِعات هذا الفيروس الفتاك.
و بالرجوع إلى أجواء رمضان الماضي تحت تدابير الحجر الصحي و بالرغم من التغيير الذي فرضه هذا الحجر على تقاليد المغاربة و عاداتهم، لا يسعنا القول إلا أنه قد أنقذ أرواح المئات إن لم نقل الآلاف من المغاربة، و لعل مقاصد الشريعة في الدين الإسلامي الحنيف واضحة في هذا الاتجاه، إذ أعطت الأولوية لحفظ النفس البشرية على حفظ الدين.
و هنا نستحضر حساسية هذه المرحلة المقبلة خاصة و أن الحالة الوبائية في المغرب عرفت تطورا طفيفا مؤخرا و سجلت ظهور السلالة البريطانية من فيروس كورونا سريع الانتشار، و هو ما أجبر اللجنة العلمية على التوصية بفرض حظر التجول الليلي في رمضان آملين أجمعين أن نتخطى هذه الظرفية الدقيقة و نتجاوزها بسلام و يعود المغاربة إلى عيش حياة طبيعية كما كانت عليه قبل الجائحة.