بمجرد إعلان بعض البلدان الأوروبية نيتها تخفيف القيود الاحترازية التي اتخذتها سلفا لمواجهة تفشي فيروس كورونا واحتواء الموجة الثالثة منه، حتى بادر إلى ذهن المغاربة إمكانية إقدام المغرب على ذات الإجراء بمجرد انقضاء شهر رمضان.
وبالرغم من أن الكثير من المصادر الحكومية وعلى رأسها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني قد صرحت في مناسبات عديدة بأن الإجراءات المتخذة في المغرب تبنى على المعطيات الوبائية فيه لا على ما تتخذه بلدان أخرى من قرارات، إلا أن كثيرا من المغاربة يأملون أن يتنفسوا الصعداء بعد رمضان كما هو الشأن في كل من فرنسا وبلجيكا وغيرهما.
وكانت البلدان الأوروبية السالفة الذكر قد اتخذت إجراءات ملموسة من شأنها إعادة الحياة نسبيا إلى طبيعتها في غضون شهر ماي المقبل، وهو الأمل الذي يحذو المغاربة خاصة وأن المسلمين على أبواب عيدي الفطر والأضحى وفصل الصيف الذي قد يعيش تحولا نوعيا في المملكة وتخفيفا للقيود في أفق دعم السياحة الداخلية -على الأقل- كما يرجو الكثيرون.
وتأتي هذه التوقعات في الوقت الذي فُرض فيه حظر التنقل الليلي خلال شهر رمضان على المغاربة، من الثامنة ليلا وحتى السادسة صباحا، الأمر الذي جعل عقول الكثير منهم تنزوي للتفكير فيما ستكون عليه الأوضاع بعد الشهر الفضيل، وما إذا كانت ستعرف ولو بعضا من الانفراج.
وإلى جانب ذلك، تنتظر فئة أخرى من المغاربة الموعد المذكور لاستئناف أنشطتها الاقتصادية، وتخفيف تداعيات الأزمة التي طالتها، خاصة بالنسبة لأولائك الذين اضطروا لإيقاف أنشطتهم المهنية بسبب حظر التنقل الليلي، وفي مقدمتهم أرباب ومستخدمي المقاهي والمطاعم.
يذكر أن الحكومة الفرنسية أعلنت نيتها تخفيف القيود المفروضة حالياً لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث أفاد جابرييل أتال، المتحدث باسم الحكومة، بأن بلاده ستخفف تدريجياً من الإجراءات المتخذة على مراحل، اعتباراً من مطلع مايو المقبل.
ومن المرتقب أن تشمل إجراءات التخفيف في فرنسا تنقل المواطنين الذي سيكون أكثر حرية، فضلا إعادة فتح المتاجر أبوابها أمام الزبناء، إلى جانب بعض المرافق الثقافية مثل المتاحف وكذا مناطق تناول الطعام في الهواء الطلق وغيرها من الإجراءات التي سبق أن تحدث عنها ماكرون قبل أسابيع.