تعود حالة الإصابة الأولى التي تم رصدها ببلادنا للمتحور الهندي، إلى سائح هندي قدم إلى البيضاء عن طريق دبي ونزل بأحد فنادق العاصمة الاقتصادية، قبل أن يتم تسجيل إصابته وتتبعها من ائتلاف المختبرات، التابع لوزارة الصحة.
وحسب مصادر ، فإن السائح المعني، جمع أمتعته بمجرد التواصل معه من قبل المسؤولين عن مركز تجميع البيانات المتعلقة بحالات الإصابة ب»كورونا»، وغادر مطار محمد الخامس بالبيضاء، عائدا إلى الإمارات، بعد أن نقل العدوى إلى صديقه الهندي، المقيم بالعاصمة الاقتصادية، الذي التقاه خلال فترة زيارته إلى المغرب، إضافة إلى إحدى الموظفات بالفندق، المكلفة بالاستقبال.
وحسب المصدر ذاته، فإن الحالتين المصابتين بالسلالة الهندية الجديدة من الفيروس، تم عزلهما بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء، تحت حراسة مشددة وبروتوكول طبي صارم وخاص، بعد أن أثبتت اختبارات «السيكونساج»، إصابتهما بالمتحور الهندي، في حين قامت السلطات المعنية بتتبع المخالطين وتشخيصهم، وعددهم 17 شخصا، تبين أنهم غير مصابين بالفيروس المتحور، إلى حدود اليوم، لكن إمكانية ظهور أعراض الإصابة عليهم في غضون 5 أو 7 أيام، تبقى واردة جدا.
وحول إن كان الوضع مسيطرا عليه من أجل احتواء هذه البؤرة الصغيرة، أشار مصدر طبي -يضيف المصدر نفسه- إلى أنه لا يمكن الحديث عن تحكم أو سيطرة على تفشي سلالات جديدة من «كورونا» في بلادنا، ما دامت البيئة المغربية تساعد على انتشار الفيروس بشكل كبير، بسبب انعدام الصرامة في فرض القيود، وعدم التزام المواطنين بتطبيق الإجراءات الاحترازية، بدءا من وضع الكمامة، وصولا إلى عدم احترام حظر التجول المفروض من السلطات.
وأضاف المصدر نفسه، بخصوص مدى خطورة المتحور الهندي، قائلا، إن البحوث العلمية لم تؤكد إن كان أكثر شراسة أو أكثر قدرة على الانتشار، أو حتى إن كان أكثر قدرة على مقاومة اللقاحات ضد الفيروس، رغم وجود دراسات هندية تقول إنه ربما ينقص فعالية اللقاح، ومضيفا أن المشكل ليس في ظهور متحور جديد في بلادنا، لأنه لا يمكن منع دخول أي سلالة كيفما كان نوعها، حتى ولو أقفلنا الأجواء وعلقنا الطيران، بل المشكل في توفر بيئة مساعدة على انتشاره.