جرت جثة عثر عليها، أول أمس (الاثنين)، داخل سيارة، مسؤولين بدائرة أمنية مداومة بالمنطقة الإقليمية للأمن بالخميسات، إلى التحقيق والمساءلة الإدارية.
وحجزت عناصر الأمن السيارة المعنية، منذ الخميس الماضي، وقطرتها إلى محيط المنطقة الأمنية وسط المدينة، دون أن تجري تفتيشا على صندوقها الخلفي، قبل أن تنبعث منه رائحة كريهة، بعد وضع السيارة رهن إشارة فرقة الشرطة القضائية. وأثناء فتح الصندوق الخلفي، عثر على جثة المختفي، وهو موظف بالمديرية الإقليمية للفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات ومحاربة التصحر، ما تسبب في حالة استنفار أمني قصوى.
وانتقل فريق مختلط من المديرية العامة للأمن الوطني وولاية أمن الرباط سلا تمارة الخميسات إلى عاصمة زمور، لمساعدة الأمن المحلي في التحقيقات الأولية. وطلبت اللجنة من رئيس المنطقة الإقليمية للأمن تقريرا حول هويات رجال الأمن الذين حجزوا السيارة، قصد الاستماع إليهم في ظروف وملابسات عدم المعاينة والتفتيش.
وارتباطا بالموضوع، تلقت مختلف الولايات الأمنية في ساعة متأخرة من مساء أول أمس (الاثنين)، إرسالية من المديرية العامة للأمن الوطني، تأمر فيها بإجراء معاينات وتفتيش للسيارات المحجوزة أو المتحصل عليها من سرقات أو المهملة التي يجري قطرها إلى محيط مراكز الأمن، أو مستودعات جماعية، تحت إشراف النيابة العامة، للتأكد مما بداخلها، وتقديم تقرير إلى الجهات القضائية الوصية في انتظار سقوط المتورطين في استعمالها، خصوصا المركبات المختصة في التهريب.
وتعكف اللجنة على إنجاز تقرير شامل من أجل تحديد المسؤوليات في حق رجال الأمن الذين سيثبت في حقهم تقصير، بعدم إجراء المعاينات اللازمة، وتنقيط السيارة المحجوزة، وإجراء تفتيش على صندوقها الخلفي الذي كان به الموظف المختطف، قصد إحالته على المدير العام للأمن الوطني، من أجل ترتيب الجزاءات المتمثلة في العقوبات الإدارية المناسبة، بعدما وجهت اتهامات صريحة لأفراد الدورية الأمنية المتدخلة في حجز السيارة واستدعاء شاحنة الجر لقطرها لمحيط المنطقة الأمنية، دون تفتيش ما بداخلها.
وتسابق فرقة الشرطة القضائية بالخميسات، مدعومة بالخبرات التقنية، الزمن لحل لغز جريمة الموظف المقتول، الذي أحيل على مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي، قصد إجراء تشريح طبي عليه.
وتفيد المعطيات الأولية للبحث، أن الهالك الستيني، الذي ظل يعيش سنتين خارج بيت الزوجية، إذ كان يكتفي بالمبيت تارة بمقر عمله وتارة أخرى بسيارته، عثر على جثته وسط الصندوق الخلفي للمركبة التي يملكها، بعد مرور أيام على البحث عنه من قبل عائلته وعناصر الشرطة القضائية.
وتعود تفاصيل القضية إلى توصل مصالح أمن الخميسات ببلاغ من قبل مواطن، مضمونه العثور على سيارة مهملة بجانب مقبرة “سيدي غريب”، قبل أن توضع السيارة رهن إشارة مصالح الشرطة القضائية، التي بعد إعادة تفتيشها، بشكل دقيق، عثر على جثة الهالك في حالة تحلل داخل الصندوق الخلفي للسيارة المحجوزة لفائدة البحث.
واستنفرت واقعة العثور على جثة الهالك بالصندوق الخلفي لسيارته، مختلف مصالح أمن الخميسات، إذ باشرت تحقيقاتها وأبحاثها الميدانية والتقنية في انتظار العثور على خيط رفيع يقود إلى كشف ملابسات وظروف مقتله وهوية الجناة المفترضين.
ومن الفرضيات التي يشتغل عليها المحققون لتأكيدها أو نفيها، إمكانية أن تكون الجريمة قد نفذت، بعد اختطاف الضحية والاعتداء عليه، قبل أن يقرر الجناة التخلص من الجثة بوضعها وسط الصندوق الخلفي لسيارته، لإتلاف معالم الجريمة والتمويه على الأمن.