لا ينكر إلا جاحد النجاح الذي استطاع أن يحققه ادريس أبلهاض الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابي لحزب الاستقلال على مستوى مدينة فاس. فمنذ تكليفه بمهمة قيادة النقابة على المستوى الإقليمي، تمكن أبلهاض من تحقيق الكثير من الإنجازات لصالح العمال، و نجح في نزع العديد من المكتسبات لصالح الشغيلة في قطاعات متنوعة.
و لعل هذا الإجماع الذي يحظى به من طرف العمال، و الثقة العمياء الذي يضعها فيه النعم ميارة الكاتب العام الوطني للنقابة، نابعان من مصداقيته و قدرته على التواصل مع كل تلك الشرائح العمالية، لا سيما حسن إصغائه لمشاكلهم و إحساسه العميق بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه.
شراكات متعددة أثمرت مكتسبات إضافية لفائدة الشغيلة، نذكر منها على سبيل المثال : شراكة مع “أوزون” الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة بفاس، تحقيق مكاسب الطبقة العمالية و النجاح في تحقيق ملفهم المطلبي مع فندق قصر المدينة و وليلي التابعين لشركة ATLASS HOSPITALISER و كذا قصر فرج “، شراكة مع “سيتي باص” الشركة المفوض لها تدبير قطاع النقل الحضري بفاس… بالإضافة لكل هذه الشراكات.
فالكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بفاس، أسس فروعا جديدة لقطاعات لم تكن حاضرة بالمدينة مثل قطاع العدول، و قطاع الحراسة الخاصة، و مدبري المقاهي، كما استطاع أن يستقطب وجوها جديدة أعطت قيمة مضافة للنقابة، و خلقت إشعاعا نضاليا غطى نوره الإقليم و بلغ مداه كافة الجهة و حتى باقي الأقاليم.
فهل ينكر شخص ما أن حزب الاستقلال بمدينة فاس، اعتمد بشكل كلي في غياب حميد شباط على الذراع النقابي لتلميع صورته بالمدينة و الحفاظ على رصيده المجتمعي عند الساكنة ؟ هل ينكر أحد ما أن ادريس أبلهاض شَكّل غصة في حلق المجلس الجماعي بمدينة فاس، نظرا لاصطفافه إلى جانب الساكنة للدفاع عن مصالحها ؟ هل ينفي أحد أن الفعل النقابي داخل أروقة الاتحاد العام للشغالين بفاس اكتسى صبغة جديدة متجددة، أساسها الثقة المتبادلة و التواصل الدائم ؟ أليس من المجحف في حق الكاتب الإقليمي و باقي المناضلين، اعتبارهم فقط خزّانا انتخابيا يستفيد منه أشباه السياسيين في كل مرحلة انتخابية ؟ أليس من المخجل أن يمنح الحزب التزكية لجثَث سياسية لا تستفيق من سباتها إلا مع حلول فترة الاستحقاقات الانتخابية ؟ أليس عيبا أن يُقَدّم حزب الاستقلال أشخاصا أكل عليهم الدهر و شرب، و يترك من شَيّد صرحا نضاليا عتيدا يشهد به القاصي و الداني ؟
نحن كمتتبعين في منبر الحقيقة24 للشأن السياسي و النقابي على مستوى مدينة فاس، و في حياد تام، و موضوعية في طرح الرأي الأرجح، نرى أن عمادا الاستحقاقات الانتخابية لحزب الاستقلال اللذان لا يمكن الاستغناء عنهما إن أراد الظفر بنتائج مريحة، يبقيا كل من حميد شباط و ادريس أبلهاض. شخصان خلقا الجدل بالمدينة و أثارا شغبا مستحبا في عالم السياسة، صدى صوتهما يرن في قلوب المناضلين. و كيف لا و هما من أعادا لِحزب الاستقلال وهَجَه في الفترة الأخيرة.
كل هذا المسار الزاخر للنقابي ادريس أبلهاض منحه الشرعية لدى المناضلين، و هو ما جعله يصبح رقما صعبا في أي استحقاقات قد يخوضها مستقبلا.
فهل سَيُوفِي الحزب حقَّ ادريس أبلهاض فيما حققه له على مستوى مدينة فاس، و يمنحه التزكية للاستمرار في نضاله و دفاعه عن الطبقة الكادحة أم أن له رأيا آخرا ؟ هل سننتظر القليل من الأيام المقبلة لنجيب عن هذا التساؤل.
سنعود للموضوع.