أسرار فاطمة الزهراء (صحفية متدربة)
يعد المسبح البلدي من أهم المسابح و أعرق البنايات التي تؤصل لتاريخ الرفاهية و الاستجمام بمدينة مكناس.
و كان يصنف قبل فترة ضمن أكبر مسابح القارة الافريقية.
يلجأ “المكانسة” و المنحدرين من مناطق مجاورة عادة إلى المسبح البلدي باب بوعماير عندما ترتفع الحرارة لتبلغ درجات قياسية.
لم يعد اليوم أشبه بالأمس، حيث باتت أحواض المسبح الأربعة خالية من مياه المنبع “العوينة” و حل بدلها مجرى لمياه نتنة و أعشاب تنبت في جنبات الأحواض.
يقول علي زيان، مدون وعضو اللجنة المغربية للمجلس العالمي للمباني و المواقع (إيكوموس) متحدثا عن سوء تدبير المسبح البلدي” يعد المسبح من ضمن أملاك مجلس جماعة مكناس و واحدا من المواقع البالغة الأهمية إلى جانب الببنيير و الكري( سوق الخضار بالجملة) حيث ساد ضعف التسيير وسوء التدبير، لتجد مكناس نفسها بين يدي أشخاص يحتلون مراكز القرار العمومي دون أي أثر إيجابي، في الوقت الذي تفتقد فيه المدينة أبناءها أصحاب نوستالجيا العائلات الكبيرة و الفقيرة على حد سواء والذين عايشوا فترة ازدهار هذه المواقع”
و على الرغم من الدور المهم الذي يلعبه المسبح البلدي بباب بوعماير في استقطاب الساكنة من ذوي الدخل المحدود و تحريك عجلة السياحة و الاقتصاد بالمدينة، إلا أنه و للسنة الرابعة على التوالي يجد رواد المسبح أبوابه موصدة و محكمة بالسلاسل و الأقفال بينما تزدهر على الجانب الآخر المسابح الخاصة و المكلفة.
يضيف علي زيان للحقيقة24 ” لم تستفد مدينة مكناس من النظرة الاستشرافية التي حظيت بها مدن أخرى كالرباط و مراكش كما و تفتقد للدعم المركزي و البرامج الملكية، بالإضافة إلى التجربة الضعيفة لآخر ولاية لمجلس الجماعة، في أگادير مثلا نجد برنامج التنمية الحضرية، النسخة المعدلة للنظرة الاستشرافية يخصص 980 مليار سنتيم لعديد من المشاريع، لما لا تحظى مكناس بمبادرة كتلك ؟ “
و واصل علي زيان داعيا المجتمع المدني بالمدينة” أنه لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، أملا أن يحسن المجتمع المدني اختيار الولاية القادمة لتمثيل مدينة مكناس و الدفاع عنها في جميع الجهات الحكومية و الوحدات الترابية”.
وتظل مدينة مكناس في نظر زيان تفتقد لموارد جديدة، و دعم مركزي هام فهي بحاجةلزيارة ميمونة تتوج بدخول التنمية الحضرية.
و تداول نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، شريط فيديو، يظهر المسبح البلدي وقد بدت عليه آثار الإهمال بعيدا عن أي ملامح لقرب افتتاحه، كما و بلغ ورم التهميش المسبح البلدي الثاني بباب بوعماير، بعد أن تمت إعادة تأهيله من طرف المباردة الوطنية للتنمية البشرية بشراكة مع مجلس عمالة مكناس في وقت سابق.
و أضاف علي زيان في ذات السياق” يحتاج المسبح إلى إعادة النظر فيه مادام أن جميع آليات نظام التصفية الذاتية معطلة و تحتاج لصفقة أخرى، ما تحتاجه مدينة مكناس هو الشجاعة المؤدبة و النقد الذاتي لمعطيات ميدانية حقيقية”
و تظل الآمال معلقة على قادم الأيام، لعل أسر الطبقات المتوسطة و المحدودة الدخل تحظى هي الأخرى بإعادة افتتاح المسبح البلدي و إحاطته بالعناية الكافية ليكون منتجعا لقضاء فترة الاستجمام و السباحة بعيدا عن الحرارة القاسية للصيف.