فاطمة الزهراء أسرار (صحفية متدربة)
تعتبر النافورات بناية تؤرخ للطبيعة الثقافية للمنطقة، أو احتفالا بشخصية مرموقة، وغالبا ما تكون تحفة فنية معروضة للعموم تعلق في ذهن رواد هذه المدينة.
لكن مجالس جماعة مكناس المتعاقبة، و آخرها مجلس بوانو اختار أن يحافظ على مشهد يوصف بأنه أقل من العادي لنافورات مكناس، دون أن يحدث عليها تغييرا ينعش سجل إنجازاته أثناء هذه الولاية، و يتعلق الأمر بالنافورات التي تتوسط الدوار المروري بشوارع المدينة، انطلاقا من نافورة زين العابدين بشارع محمد السادس إلى نافورة لاگورا بشارع مولاي اسماعيل ثم نافورة كاميرا وسط حمرية.
و عبر العديد من الفاعلين الجمعويين بالمدينة و المتابعين للشأن المحلي عن استغرابهم لغياب أي لمسة إبداعية تميز نافورات مدينة مكناس، سيما أنها تبدو كأقراص دائرية مفرغة من الداخل و بعض الأنابيب لدفع الماء للأعلى وعلى الرغم من ذلك يلحظ عدم تساوي اندفاع الماء فيها.
كما و يطرح البعض سؤال مدى تفرغ لجنة المرافق العمومية في مجلس الجماعة لصيانة هذه النافورات و إعادة تشغيلها بإصلاح آلات الضخ بها، لكنه وعلى مايبدو أن اللجنة المذكورة قد أتمت مهامها و رفعت الستار إلى أجل غير مسمى عن نافورات مكناس في هذا المشهد البدائي الذي يتعارض مع جمالية المدينة.
و يزداد الأمر سوءا خلال فصل الصيف، حين تتوقف هذه النافورات عن الاشتغال و تصبح مستنقعا للمياه الراكدة و الطحالب الخضراء، في وقت يأمل المواطن المكناسي أن ينتعش بمنظر المياه و هي ترتفع ثم تسقط على جنبات النافورة لإحداث بعض الرطوبة و التخفيف من أثار الحرارة القاسية.
و يضاف جفاف المياه بنافورات مكناس إلى جفاف المسابح البلدية في عز فصل الصيف ليواجه المواطن المكناسي الحرارة المفرطة و تآكل جمالية هذه المدينة يوما بعد يوم، أمام سوء التدبير الممنهج للمجلس الجماعي الموكل على هذه المدينة.