عندما تحول عمدة فاس الأزمي إلى تاجر خردة و براح في أسواق اولاد الطيب و السخينات

الحقيقة 245 سبتمبر 2021
عندما تحول عمدة فاس الأزمي إلى تاجر خردة و براح في أسواق اولاد الطيب و السخينات

يصعبُ أن تستوعب المشهد بكل ثقله السوسيولوجي.
الأزمي، الوزير السابق، القيادي الوطني، رئيس المجلس الوطني للحزب، عمدة مدينة فاس لمرحلة انتدابية كاملة… يختزلُ كل هذه الصّفات ويقزمها إلى لعب دور تاجر خردة يجوبُ أسواق ضواحي العاصمة العلمية قصد الترويج لتجارته الكاسدة الفاسدة، وفي مشهد هيستيري أقل ما يُقال عنه أنهُ لا يليقُ بصورة الوقار  التي حاول الرجل أن يسوقها عن نفسه.

في حكايات العرب، كثيرا ما نصادف شخصية ذلك التاجر الماكر، الذي يستطيعُ إقناع الناس بالوهم ويحتالُ عليهم في مواقف لا تخلو من طرافة.


شخصية الأزمي في السياق المعاصر، تبدو أكثر مدعاة للشفقة، إنها الترجمة الحقيقية لمفهوم البؤس السياسي في أبشع مراتبه، فحتى أكثر السياسيين نزقا وقلة تجربة لا يُمكن أن يتورط في تسويق هذه الصورة البئيسة عن نفسه.


الأزمي أفلس قيمياً وسياسياً، وبدل أن يسعى إلى إقناع ساكنة فاس بحصيلة تدبيره، فَضّل الهروب خارج المجال الحضري، سعياً لتأسيس خطاب بئيس عن شخصية المنقذ الراغب في محاربة فساد الضواحي على حد زعمه.


هو ذات الخطاب الذي حملهُ شعار فاس تستحق الأفضل في المرحلة السابقة، ولأن فاس دخلت المستنقع على عهده، هاهو يجاهد لتصدير أزمته الوجودية نحو أحواز المدينة في محاولة يائسة لإعادة إنتاج نفس الخطاب البئيس عن الفساد و المفسدين.

الأزمي وحزبه دَبّرو السياسات العمومية لمرحلتين، ودَبّرو السياسات المحلية لمرحلة على رأس عموديات كل المدن الكبرى، ما هي نتائجهم في محاربة الفساد الذي مازالو يتغنون بمحاربته.
للأسف ولكي نضع الأمور في سياقها الصحيح، العدالة والتنمية لا يملك أي رؤية علمية للإصلاح، التجربة أكّدت ذلك، لهذا ولتجنب تقديم أجوبة حقيقية عن أسباب فشله في التدبير، وإغراقه البلاد في مستنقع الدين الخارجي وتدميره للطبقات الإجتماعية، كل هذا يجعله دائما يختبئ وراء خطاب أخلاقي مزعوم ومفترض.
الأزمي مجرد دونكيشوت جديد، انهزم في كل المعارك، ولا زال يعتقدُ أنه الفاتح العظيم القادم ليحرر الضواحي من الفساد كما يزعم.


متى تحوّل قنديل رئيس جماعة سيدي احرازم إلى فاسد، وهو الذي دبّر مرحلة باسم العدالة والتنمية وكان فيها مُقرّباً بل و كان ضمن لائحة العمدة الأزمي التشريعية، ألم يكن قنديل فاسداً عندما غير انتماءه السابق ولبس عباءة العدالة والتنمية.


للأسف تَكبّر الأزمي وغروره وخطابه المتعالي، جعلهُ يُسقطُ لغة العقل في مخاطبة الناس، هل الإنتماء إلى العدالة والتنمية يَجُبُّ ما قبله ويساوي الفضيلة ويمسح تهم الفساد، وهل الإرتداد عن العدالة والتنمية يساوي الإرتداد عن الدِّين والأخلاق….قمة العبث والتعالي والتكبر السي الأزمي… ذات التكبر الذي جَعلك تَخرج من فاس مذموماً مدحوراً، وهو نفس التعالي الذي وَرّطك في زلة البيليكي والديبشخي، وهو نفس التكبر الذي سينهي مشوارك السياسي وقد بَدت ملامح ضُعفك وانهيارك جلية وأنت تمارس دور البَرّاح.

عبد الرحيم الحياني

الاخبار العاجلة