لمياء الشاهدي
تعلق النقابات العمالية آمالا على الحكومة المقبلة لتحقيق مكاسب لم يتسن لها أن تحققها خلال الولايتين الفارطتين، والتراجع عن بعض القرارات المُتخذة، خاصة في ولاية حكومة عبد الإله بنكيران، والتي أثارت رفضا من طرف النقابات.
وتوجد على قائمة القرارات التي يُتوقع أن تطالب النقابات بالتراجع عنها قرار إصلاح منظومة التقاعد، والذي أدى إلى رفع سن تقاعد المستفيدين من المعاشات المدنية إلى 63 سنة؛ فيما وضعت الحكومة السابقة مخططا لرفع سن تقاعد منخرطي النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد RCAR إلى 63 سنة كذلك، في أفق 2025.
الاتحاد المغربي للشغل، أكبر نقابة عمالية في المغرب، سارع إلى الإعلام عن عزمه طرح مسألة التراجع عن الإجراءات التي صاحبت قرار إصلاح منظومة التقاعد؛ وهو ما أكده الميلودي موخاريق، الكاتب العام للنقابة سالفة الذكر، في تصريح له.
وقال موخاريق: “سنطالب بالتراجع عن كل القرارات التراجعية التي تم تمريرها في حكومة بنكيران، وعلى رأسها رفع سن التقاعد”.
وبالرغم من أن حكومة بنكيران بررت الإجراءات “القاسية” التي اتخذتها في ما يتعلق بإصلاح الصندوق المغربي للتقاعد، بكون الوضعية المالية المتأزمة للصندوق تحتّم ذلك، فإن الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل يَعتبر هذا التبرير “كذبا وبهتانا”.
وذهب موخاريق إلى القول إن القرارات المتخذة لن تُنقذ الصندوق المغربي للتقاعد من أزمته المالية الخانقة، لافتا إلى أن “باقي صناديق التقاعد تعاني من أزمة مالية مماثلة وتعيش وضعية صعبة، ونحن قدمنا بدائل واقعية لتحقيق إصلاح حقيقي لمنظومة التقاعد”.
وتتمحور أهم المطالب التي سيضعها الاتحاد المغربي للشغل على طاولة الحوار الاجتماعي مع الحكومة المقبلة، التي سيرأسها حزب التجمع الوطني للأحرار، في الزيادة في الأجور والتعويضات، بشكل عام، “لتدارك ما ضاع من القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين خلال الولايتين الحكوميتين السابقتين”.
وستطالب أكبر نقابة عمالية في المغرب كذلك، حسب إفادة كاتبها العام، بـ”حماية الحريات النقابية التي أصبحت تُنتهك، على الرغم من أنها حق دستوري”، لافتا إلى أن ثمة حاجة إلى “إرادة سياسية حقيقية من حوار اجتماعي حقيقي يُفضي إلى تعاقدات اجتماعية”.
من جهة ثانية، أفاد موخاريق بأن الاتحاد المغربي للشغل “لم يلتزم الحياد خلال الانتخابات الأخيرة”، وأنه “مارس العقاب الجماعي ضد مَن جمّد الحوار الاجتماعي والأجور وضرب القدرة الشرائية وحاول تمرير قوانين تراجعية وهاجم الحركة النقابية، وقضينا معه عشر سنوات عجاف”.