شدد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة على أن المرحلة السياسية، التي يقبل عليها المغرب، والمفتوحة على كل الاحتمالات، تجعل حزبه غير مستعد للتفريط في رصيده السياسي، الذي به منحه جزء مهم من الكتلة الناخبة ثقته، وبوأه المرتبة الثانية في نتائج الانتخابات.
وقال وهبي، في تقريره السياسي، الذي تقدم به أثناء لقاء المجلس الوطني الاستثنائي، الذي عقده حزبه مساء أمس الجمعة، إن” العمل السياسي، يقتضي الإنصات لكل مرحلة في خصوصيتها، فنحن في مرحلة قال فيها الشعب المغربي كلمته، التي يستوجب الإصغاء لها والتجاوب معها، لقد كنا في طليعة من يدافع عن قيم الديمقراطية، وقضايا التنمية والتحديث”.
وشدد وهبي، الذي قبل حزبه الانضمام إلى حكومة عزيز أخنوش، على أن الشعب المغربي منحه المرتبة الثانية، وهو ما يشير إلى أن يكون “البام” في المواقع، التي تمكنه من تطبيق برنامجه، وإيصال أصواته”.
وفي الوقت الذي كشف فيه وهبي أنه تلقى من عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المعين، عرضا جيدا للدخول إلى الحكومة، فإنه أكد أن “البام” “سيظل ذلك الحزب، الذي ينتصب دائما لنصرة قضايا الوطن، والاستجابة لهموم المواطنين”.
واعتبر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في تقريره السياسي، أن قرار الانضمام إلى حكومة الأحرار، على اعتبار أنها خطوة للمستقبل، “سوف لن تكون سوى في انسجام تام مع هوية البام كحزب ديمقراطي تحديثي، تجسد الموقف الوحدي، الذي انبثق من المشاورات، والنقاشات، التي تمت مساء اليوم الجمعة”.
وأوضح زعيم “البام” أن المشاركة في الحكومة، هي المكان المناسب للوفاء بالتزاماته مع الناخب المغربي، ولتطبيق برنامجه الاقتصادي، الذي نال ثقته بدرجة عالية، منوها بتوفر حزبه على “تجربة واقعية، وكفاءات عالية”، وهي العوامل، التي “تؤهله ليكون حزبا قويا للمساهمة من داخل الحكومة، في رفع التحديات، التي تعترض مستقبل المغرب”.
وهبي، وهو يمهد لقرار مصادقة برلمان “البام”، على المشاركة في حكومة أخنوش، قال إن “الشعب المغربي قال كلمته، وحزبنا على دراية كافية لفهمها، والتجاوب معها، لما فيه الصالح الوطني العام.
إنها كلمة شعب واع بمصلحته، ويريد منا أن ندخل مرحلة سياسية جديدة، بمواصفات حددها عبر نتائج اقتراع الثامن من شتنبر، بعدما أعلنا له مرارا قطعنا مع جميع الخطوط الحمراء، وبضرورة احترام نتائج الانتخابات دون غرور أو مزايدات لن تفيد الوطن بشيء”.
وعاد وهبي ليؤكد، أيضا، أن “المكانة المحترمة”، التي فاز بها حزبه عند الشعب المغربي من خلال العدد الهائل من الأصوات، التي عبر بها عن مساندته، لا تطرح أمامه مناقشة أمر مشاركته في الحكومة، وما يحمله من شروط، وإمكانيات فقط، وإنما تطرح عليه كذلك أمر بناء حزب “البام”، وتقويته، وتنمية قواعده، ليبقى دائما في مستوى الثقة، التي وضعها المغاربة في عمله، وأخلاق مناضلاته، ومناضليه.
معتبرا أن “احتلال حزبه المرتبة الثانية في منافسة شديدة أثناء انتخابات في ظروف غير عادية، هو رسالة من الشعب