جدل كبير رافق الانتخابات الجماعية بمدينة فاس في الثامن من شتنبر الجاري، حيث كان الكل يرتقب انتخاب العمدة. تنافس حاد كان بين المتسابقين نحو كرسي العمودية، عبد السلام البقالي و حميد شباط وصل حد اتهام كل طرف للآخر باستمالة المستشارين بطرق ملتوية، و لكن في الأخير، حسم حزب التجمع الوطني للأحرار رئاسة مجلس مدينة فاس بفضل التحالف الرباعي الذي وقعته الأحزاب المعنية.
لكن بعد ظفر عبد السلام البقالي بعمودية العاصمة العلمية، هناك عدة تساؤلات يطرحها المواطن الفاسي بشدة و معه متتبعو الشأن المحلي : ماذا سيقدم لنا العمدة القادم ؟
هل ستبقى دار لقمان على حالها ؟ هل هناك برنامج فعلي قابل للتنزيل على أرض الواقع ؟ هل المجلس المنتخب قادر على حل مشاكل مدينة فاس ؟ هل هو قادر على جلب الاستثمارات ؟ هل سيعيد تأهيل البنيات التحتية للمدينة ؟ هل سيوفر مناصب الشغل لأبناء المدينة ؟ هل سيخلق فضاءات خضراء بمختلف الأحياء ؟ هل سيراجع دفتر تحملات شركة النقل الحضري و الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة بالمدينة ؟ ماذا عن مواقف السيارات ؟ كيف سيدبر هذا المرفق ؟ كل هاته أسئلة تأرق بال المواطن الفاسي و يريد إجابات عنها ؛ إجابات تكون على أرض الواقع و ليس وعودا هلامية تتبخر في الهواء.
في هذا السياق، استقت جريدة الحقيقة 24 آراء بعض المواطنين حول مجلس جماعة فاس الذي انْتُخِب مؤخرا، فكانت أغلب الإجابات تصب حول نجاح العمدة في تشكيل مكتب منسجم مكون من التحالف الرباعي لحزب التجمع الوطني للأحرار و حزب الأصالة و المعاصرة و حزب الاستقلال و حزب الاتحاد الاشتراكي، و قد اعتبر معظم المواطنون ممن استقت الجريدة رأيهم أن هذا المجلس سيكون فأل خير على مدينة فاس، و سيكون بلا شك أفضل من سابقه. كما أن المواطن الفاسي كله أمل في غد أفضل مع هذا المجلس، مجلس يرجوا منه سكان مدينة فاس أن يكون قريبا من همومهم، سامعا لصوتهم، و عند حسن ظنهم، و قادرا على الإجابة عن تطلعاتهم و انتظاراتهم.
مجلس إذا ما سار على نفس النهج بتحالف و انسجام مستمر سيكون من أفضل المجالس التي أفرزتها صناديق الاقتراع، و سيبصم بدون شك على نهضة اقتصادية و اجتماعية شاملة بمدينة فاس، شريطة أن تتظافر جميع الجهود من منتخبين و مسؤولي السلطات المحلية و فاعلين مدنيين و إعلاميين من أجل مصلحة فاس العليا، لتصبح من كبريات الحواضر ليس فقط وطنيا و لكن عالميا.
فمسيرة موفقة للمجلس المنتخب، و نحن بدورنا كإعلاميين سنزكي الإنجازات و ننتقد الإخفاقات، انتقادا بناء بما يحتمه علينا ضميرنا المهني و يساهم في تقويم الاعوجاج و تثمين المكتسبات.