سفيان.ص
بعدما حطت انتخابات جماعة فاس الرحال، و كشفت عن تشكيلة المجلس و باقي مجالس المقاطعات، بدأت تطفو على السطح آراء متضاربة للمواطنين و متتبعي الشأن المحلي يتقاسمها رواد موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك، فهناك مؤيد لهذه النتائج و المكاتب، و هناك مشكك فيها و منتقد بشدة لها.
مؤيدو تشكيلة فريق مجلس جماعة فاس مثلا، ينطلقون في موقفهم، بنجاح هذا المكتب في الإطاحة بسابقه المحسوب على حزب العدالة و التنمية، كما يعتبرون تشكيله نصرا كبيرا نظرا لقطعهم الطريق على منافسهم الشرس حميد شباط، و ما يدعم طرحهم بحسب رأيهم هو تواجد طبيب و مندوب سابق لوزارة الصحة على رأس هذا المجلس، لما له من كفاءة فكرية و تجربة قد تساعده في تدبير المرحلة المقبلة بشكل جيد، إلا أن الفريق المقابل يذهب إلى عكس هذا الرأي تماما، بانيا اعتقاده على فقدان العمدة المنتخب للكاريزما اللازمة و الحنكة السياسية التي ستمكنه من تدبير مدينة بحجم و عراقة مدينة فاس الحاضرة العلمية.
كما أن تجربته المتواضعة على رأس مقاطعة جنان الورد توحي بأنه لن تكون هناك لا إنجازات كبرى و لا نهضة تُخرج مدينة فاس من نفقها المظلم، ينضاف إلى هذا بحسب رأيهم، إعفائه من مهمة المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بصفرو بسبب واقعة الولادة كما جاء في مراسلة السيد وزير الصحة.
كل هذه المبررات من هذا الطرف و الطرف الآخر لا تخول لنا كجريدة محايدة و موضوعية أن نقدم رأيا في الفترة الراهنة، فأدبيات النقد البناء و طرح الإشكالات تفرض علينا منح الزمن الكافي السيد عمدة مدينة فاس و معه باقي أعضاء المكتب حتى نشكل رؤية واضحة عن قدرتهم التدبيرية و نجاعة تسييرهم للمدينة المليونية.
في السياق ذاته، تعالت أصوات أخرى مناهضة لما أفرزته المكاتب المنتخبة على مستوى المقاطعات، حيث أن هناك من انتقد بقوة صعود أميين و ذوي شبهات إلى مكتب تسيير بعض المقاطعات في غياب شبه تام للكفاءات خاصة منهم الشباب، لا سيما إذا علمنا أن هناك من كانت لهم تجربة في تدبير مؤسسات أخرى مثل المجلس الجهوي للسياحة الذي لم يقدموا له أية إضافة تذكر، بل على العكس من هذا، قد أعاقوا عدة مشاريع تنموية كانت ستحرك عجلة الاقتصاد السياحية بمدينة فاس.
غير أن هذا الطرح لا يستمد أي أساس حينما نرى مثلا الأستاذ الجامعي حميد فتاح على رأس مقاطعة سايس، رجل كفء، نزيه قد ينجح في مهامه و خلق انسجام بين أعضاء مكتبه.
فهل هؤلاء المنتخبون الذين دخلوا مجالس تدبير الجماعة و المقاطعة، قادرون على مسايرة مخطط النموذج التنموي الذي أطلقه جلالة الملك، من أجل تحقيق تنمية شاملة للملكة المغربية في الأفق القريب ؟ أم أنهم سيكونون عائقا كبيرا لانطلاقة قوية تحقق من خلالها فاس نهضة اقتصادية و اجتماعية ينعم بها المواطن في حياة كريمة ؟ هذا ما ستكشف عنه الأشهر القادمة و سنتتبعه بدقة عبر منبرنا حتى نكون صوت من لا صوت له مدافعين عن المواطنين و عن الوطن كإعلام هادف و محايد.