لمياء.ب
وزعت غرفة الجنايات الاستئنافية في محكمة الاستئناف في آسفي، هذا الأسبوع، 85 سنة سجنا نافذا في حق الرئيس السابق لجماعة أيت سعيد بثلاثاء الحنشان، في إقليم الصويرة، ونائب رئيس المجلس الإقليمي للصويرة السابق، وسائق سيارة إسعاف، وخادمة بتهمة محاولة تسميم سيدو مغربية تحمل الجنسية السويسرية. وفيما حكم على خادمة الضحية بـ25 سنة سجنا نافذا، أدين باقي المتهمين بـ20 سنة لكل واحد منهم، مع رفع مبلغ العقوبة إلى 150 ألف درهم.
وسبق للمحكمة الابتدائية باستئنافية آسفي أن وزعت على المتهمين بمحاولة قتل المعنية بـ29 سنة سجنا نافذا، أخذت منها الخادمة 20 سنة، وأدين موظفان، وتاجر عطار بـ3 سنوات لكل واحد منهم، وتعويض مدني تضامني قدره 30 ألف درهم.
وتعود أطوار القضية إلى شتنبر السنة الماضية، عندما أصيبت السيدة بأعراض، تأكدت أنها نتيجة تسمم أصيبت به، وزوجها، إذ تدهورت صحتها، وفقدت الكثير من وزنها بشكل تدريجي، فتشككت في خادمتها، التي كانت تعتذر عن مشاركتهما الطعام بشكل غير معتاد.
ولكي تؤكد شكوكها، رسمت السيدة وزوجها خطة محكمة تقضي بالتجسس على الخادمة، فوضعا شريحة داخل هاتفها المحمول، قصد تسجيل المكالمات، التي تجريها مع شركاء مفترضين، فتركوها، وسافرا خارج البيت، وبعد يومين من عودتهما، أخذا منها الهاتف، واطلعا على التسجيلات، فكانت صدمتهما باكتشاف أنها كانت تربط الاتصال مع أشخاص يشتركون معها في الحديث عن دس طعامهما بمواد سامة بشكل منتظم.
وبعد مواجهتها بما اكتشفاه، لم تجد الخادمة بدا من الاعتراف، إذ أخبرتهما بتفاصيل ما حدث، وبأنها بإيعاز من أشخاص آخرين كانت تقتني خلطة أعشاب شعبية تتفاعل لتصبح سما قاتلا ببطء، من عند عطار مشهور، وتدس طعامهما به.
وحينها، لم يجد الزوجان سوى وضع شكاية لدى النيابة العامة، التي أصدرت تعليماتها لسرية الدرك الملكي، التابع لمنطقة الحنشان إقليم الصويرة، وتم اعتقال الخادمة، وشريكيها، ووضعا تحت أنظار الحراسة النظرية.
وأثبت التحاليل، التي أجراها الدرك الملكي للخبز، الذي تعده الخادمة أنه مليئ بمادة الرصاص. وقادت الأبحاث، والتحقيقات إلى أن رئيس الجماعة القروية هناك، من طلب منها تسميم مشغلتها، وزوجها، وسبب ذلك كان عائدا إلى الاستعداد للانتخابات المحلية.
وكانت الضحية قد عادت، وزوجها من سويسرا سنة 2017 إلى مسقط رأسها بتراب الجماعة القروية آيت سعيد بالحنشان إقليم الصويرة، حيث شيدت منزلها، وانخرطت في خدمة أبناء قبيلتها، إذ تقدم إليهم المساعدات اللازمة، حتى اشتهرت، وانتشرت شعبيتها، وذاع صيتها وسط قبائل المنطقة، بسبب عملها الخيري الاحساني.
لكن العقل السياسي الانتخابي لرئيس جماعة قروية، ليس له من تفسير سوى أن الشابة تستبق الزمن، وتقوم بحملة انتخابية سابقة لأوانها، في إطار خطة سحب الكرسي من تحته، فقرر تصفيتها لقطع طريقها إلى خلافته.
حينها، استعان المعني بالأمر بمن رآهم ينفذون مخططه الإجرامي دون تردد، فلم يجدوا سوى الخادمة، التي وضعت فيها الضحية كل الثقة، وأدخلتها إلى بيتها، أداة لتنفيذ الجريمة، على أساس أن تتسلم 20 ألف درهم مقابل خدمتها، ومن ثمة بدأت سلسلة دس خلطة العشوب السامة بالطعام، وفي الخبز، بشكل متكرر.