حامد وضاح
تخبرنا الادبيات الصحفية أن الخبر كلما تم تنميقه وتحنيطه في لغة نخبوية وفرض الوصاية عليه…، كلما أخطأ طريقه للوصول الى عموم الناس ما يدفعهم إلى ان يفقدوا الثقة فيه وفي صانعيه.
وكان علينا انتظار ميلاد عهد جديد لصاحبة الجلالة ،والذي سيجد في ميلاد العديد من المواقع الإخبارية الإلكترونية، منها الحقيقة 24، إحدى تجلياته القوية لتحطيم كل الاسوار التي احاطوها بصناعة الخبر في المغرب وطرق الترويج له.
فمع هذا الموقع تم النزول بالخبر من ابراجه العاجية إلى الواقع الحقيقي للمغاربة وجعله مشائيا يتجول في الازقة والشوارع والأسواق والمواسم ويدخل كل بيوت المغاربة من وزيرهم إلى غفيرهم، حاضر بشكل مستمر في افراحهمم و أتراحهم، متابع أمين لانتصاراتهم وانكساراتهم .
مع الحقيقة 24 اصبح الخبر ملكا لكل الناس ،هم من يصنعوه وهم من يروجونه ، مع الحقيقة 24 أصبح ممكنا لكل للناس أن يبوحوا بمعاناتهم،ان يفضحوا ظالميهم، أن يعروا اوكار الفساد، ان يشجبوا كل مظاهر الحيف والاقصاء والحكرة.
كما أصبحت سيفا مسلطا على أعداء المغرب داخلا وخارجا.
وباختصار شديد الحقيقة 24 أصبحت عيادة نفسية يدخلها الناس وهم يئنون تحت وطأة مشاكلهم ويخرجون منها وهم معافون بعد بوحهم وتفريغهم لهذه المشاكل.
كم يبدو المجتمع المغربي أنه كان في حاجة ماسة للحقيقة 24 لذلك استطاعت ان تحرق كل مراحل النجاح بسرعة فائقة ،وان تحتل موضعا يليق بطموحات مؤسسيها، مزيحة العديد من المواقع التي ظلت لسنوات تمارس ساديتها الإعلامية على المواطن ،مستفيدة من فراغ الساحة من اية منافسة حقيقية.
وما كان للحقيقة 24 ان تحقق كل هذه النجاحات والتراكمات ،حيث اصبحت صوتا مخلصا لمن لا صوت له، لولا ثلة من الشباب المهووس بشجاعة قول الحقيقة ومطاردة الخبر في كل النواحي وفي الأوقات مهما كانت الصعاب والتضحيات،. ولهم أقول بمناسبة عيد الإعلام الوطني : كل سنة إعلامية والحقيقة 24 بالف خير.