سفيان. ص
حدثان مفجعان هز يوم البارحة الرأي العام الوطني ، الأول وقع في مدينة سلا، حيث دفع رجل زوجته للارتماء من أعلى سطح العمارة تم التحق بها حسب رواية الشهود، فماتا تاركين عدة أطفال أصغرهم طفل لم يتجاوزعامه الاول . ولم تمض الا ساعات قلائل حتى فوجئنا من جديد بحادث قتل اجرامي في مدينة القنيطرة ذهب ضحيته شاب ثلاثيني ملقب ب “باكيطا”، كان يشتغل نادلا بإحدى مقاهي حي الساكنية بالقنيطرة. الحادث وقع ليلا في حي الجديد ( العريبي ) بالساكنية ، إذ سرعان ما لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى الادريسي بالمدينة متأثرا بجرح غائر جراء طعنة غادرة بالسلاح الأبيض وجهها له الجاني على مستوى الفخذ ، وهو شاب عشريني ، ما تسبب له في نزيف حاد فقد على إثره كمية كبيرة من الدم ما عجل بوفاته . والسبب في اقتراف هذا الحادث الجرمي في حق شاب مشهود له في الأوساط الاجتماعية بالساكنية بدماثة الخلق والطيبوبة ،هو نشوب خلاف حاد بين الضحية وشاب آخر كما أفادت التحريات الأولية للأمن.
تجدر الإشارة إلى أن عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية نجحت في اعتقال الجاني في وقت وجيز حتى لا تدع له فرصة للهرب لمدينة أخرى، بعدما فر إلى وجهة مجهولة ما أن ارتكب فعله الجرمي.
وقد تم وضع الجاني تحت تدابير الحراسة النظرية بتعليمات النيابة العامة قصد تعميق البحث معه تمهيد لتقديمه للعدالة.
إن ما وقع البارحة من جرائم ، يدفعنا جميعا إلى أن نسائل ضمائرنا : ما الذي حل بالمجتمع المغربي؟ لماذا أصبحت ارواحنا رخيصة لهذه الدرجة؟ لماذا أصبحت جرائم القتل والانتحار أسهل الطرق عندنا لتصفية مشاكلنا؟ لماذا لم يعد لا المسجد ولا المدرسة ولا الاعلام يؤثر فينا ؟ لماذا أصبحنا مجتمعا مستعصيا على التفاعل الإيجابي مع كل ما هو إيجابي؟
إنها أسئلة تتناسل تناسل مشاكلنا العميقة والكثيرة والمنتشرة على كل الحقل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأخلاقي، وهي أسئلة كلما طرحناها إلا وحصدنا منها علامات استفهامات أكثر مرارة منها.