عبد الناصر العزوزي
تعيش جماعة عبد الغاية السواحل بإقليم الحسيمة، حالة من الاحتقان بعد وفاة شاب كان يشتغل نادلا بمقهى بمنطقة ” إكاون “، ظل ينزف دما أمام باب المركز الصحي الذي وجده مغلقا، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وتعود تفاصيل هذا الحادث المؤلم، إلى الإثنين المنصرم، حين اصطدم شاب يدعى عزيز عبد النور المتحدر من دوار بني عيسى التابع للجماعة الترابية عبد الغاية السواحل، بزجاج باب المقهى الذي كان مغلقا، في الوقت الذي اعتقد الهالك أنه مفتوح، ماسبب له في إصابة بليغة في عرق فخده الأيمن، ما استدعى نقله على عجل نحو مستوصف ” إكاون ” في تمام الساعة الثالثة بعد الزوال.
وقالت مصادر مطلعة، إن مرافقي الضحية فوجئوا بباب المركز الصحي مغلقا ليظل الهالك ينزف دما أمام باب الأخير لمدة نصف ساعة، قبل أن يحضر بعد ذلك ممرض، مضيفة أنه أمام ضعف الإمكانيات وفراغ المستوصف من الأطر الطبية، وعدم توفره على طبيب رئيسي قادر على تقديم المساعدة اللازمة لشخص في حالة حرجة، اضطر مرافقو الشاب إلى نقله إلى مدينة تاونات على متن سيارة إسعاف، قبل أن يلفظ انفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى المستشفى، بسبب النزيف الحاد الذي تعرض له.
وخلفت وفاة الشاب موجة غضب وسط سكان المنطقة الذين عبروا عن استيائهم من غياب الخدمات الصحية بالجماعة، وعدم توفر المركز الصحي الوحيد في الجماعة على طبيب مداوم، حيث يضطر المرضى إلى التنقل الى المستشفى الإقليمي بتاونات أو مستشفى القرب بتارجسيت لتلقي العلاجات اللازمة.
وأشعل الحادث موقع التواصل الاجتماعي ” فايسبوك “، إذ عبر رواد الموقع ونشطاؤه عن استيائهم من تقصير الوزارة المسؤولة وعجزها عن توفير طبيب رئيسي بالمنطقة ومعدات طبية تجعل المستوصف الذي بات خارج الخدمات الأساسية، غير قادر عل استقبال الحالات الحرجة.
وطالب النشطاء بمحاسبة الوزارة والمندوبية الإقليمية بسبب تقصيرهما، إضافة إلى العاملين بالمستوصف لعدم تقديمهم المساعدة لشخص في حالة حرجة.
ودعا نشطاء على مواقع التواصل الى تنظيم احتجاجات، للمطالبة بتوفير طبيب بالمركز الصحي المذكور، والذي ظل بدون طبيب منذ أزيد من أربع سنوات. وحمل نشطاء المنطقة مسؤولية ما تعيشه الجماعة على المستوى الصحي، للمسؤولين في مختلف المؤسسات المعنية.