سفيان .ص
شهدت واردات الزيوت النباتية الخام ارتفاع قيمتها بنسبة 12% خلال خمس سنوات الأخيرة، حيث انتقلت من 3.9 مليار درهم إلى حوالي 4.4 مليار درهم، بمعدل نمو سنوي متوسـط يقدر بـ2.4%.
و أوضحت دراسة أعدها مجلس المنافسة حول «مدى احترام منتجي ومستوردي زيوت المائدة بالمغرب لقواعد المنافسة الحرة والمشروعة بسبب الارتفاع الذي شهدته أسعار بيع هذه المادة في السوق الوطنية»، أن أسعار الزيوت النباتية الخام لحبوب الصوجا وهي الزيوت الأكثر استهلاكا بالمغرب، ارتفعت بنسـبة 80%.
و أفادت أن هذه الأخيرة انتقلت من 600 دولار أمريكي خال شهر يونيو 2020 إلى أكثر من 1100 دولار أمريكي للطن في شهر فبراير 2021. كما تضاعفت أسعار الزيوت الخام المسـتخرجة من حبوب نوار الشمس مرتين خال نفس الفترة.
كما كشفت الدراسة أن الفاعليين في سوق زيوت المائدة أرجعو أسباب هذه الارتفاعات للأسباب من بينها أن أسعار الزيوت الخام المستخرجة من حبوب الصوجا في بداية أزمة كورونا عرفت تراجعا كبيرا بسبب غياب الرؤية لوضعية السوق من حيث العرض والطلب، حيث قفزت أسعار (المركب الزيتي الحبوب والفيتور والزيوت الخام) نظرا للانتعاش الاقتصادي العالمي ولتزايد الطلب على الزيوت الخام خاصة من قبل الصين التي تعد أكبر سوق مستوردة لزيوت الصوجا في العالم بداية النصف الثاني من سنة 2020، لتلبيي حاجياتها المحلية وكذا لتكوين مخزونها الاستراتيجي، إثر تعافي اقتصادها نتيجة تحسن مؤشراتها الصحية المتعلقة بوباء كوفيد-19.
و أصافت نفس الدراسة، أن ارتفاع أسعار الزيوت الخام بالسوق الدولية يعود للعوامل المناخية غير الملائمة التي أثرت على حجم المحصول العالمي لدى الدول الأكثر إنتاجا لهذه المواد كحبوب نوار الشمس بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي والدول المطلة على البحر الأسود (مثل أوكرانيا وروسيا) وحبوب الصوجا بالنسبة لدول أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى إنتاج زيوت النخيل لدول جنوب شرق آسيا) أندونيسيا وماليزيا بسبب الأمطار الغزيرة.
كما قفزت أسعار الزيوت النباتية الخام (زيوت حبوب الصوجا) في نهاية شهر ماي لسنة 2021 لتتعدى حاجز 1600 دولار أمريكي للطن، وهو ما يعادل زيادة في أسعار هذه المواد بنسبة 196% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2020، حيث كان سعر هذه الزيوت يساوي 557 دولار أمريكي للطن.
و زاد المصدر ذاته، أنه “خلال الفترة الممتدة من نونبر 2020 إلى مارس 2021، سجل ارتفاع سعر بيع زيت الصوجا في السوق المحلية بنسبة أقل بكثير مـن ارتفاع تكلفة الشراء حيث تميزت هذه الفترة بارتفاع أسعار بيع الزيوت الخام على الصعيد الدولي، إذ ارتفعت تكلفة الشراء بنسبة 39.5%، فيما سجل سعر البيع في السوق الوطنية زيادة بنسبة 18.6% وبالتالي، يتضح أن الشركات التي تنشط في سـوق زيت المائدة لم يعمدوا إلى تطبيق كافة الزيادات المسجلة على مستوى أسعار المواد الأولية في السوق الدولية واستفادة المستهلك مؤقتا من هذه الوضعية”، مشيرة أن ارتفاع حجم واردات المغرب من الزيوت النباتية الخام خلال الخمس سـنوات الأخيرة بنسـبة 20% حيـث انتقلت 505000 طن إلى 609000 طن بمعدل نمو سـنوي متوسـط يقدر 4 في المائة.
بالاضافة الى هذا، عرفت قيمة واردات الزيوت النباتية الخام بدورها ارتفاعا بنسبة 12%خلال نفس الفترة، حيث انتقلت من 3.9 مليار درهم إلى حوالي 4.4 مليار درهم، بمعدل نمو سنوي متوسط يقدر بـ2.4%، و عرف تطور قيمة وحجم واردات المغرب من الزيوت الخام خلال الفترة الممتدة بين 2016 و2020 نفس المنحى التصاعدي عموما وبنفس النسبة تقريبا.
و أوصى مجلس المنافسة، أن هذا الأخير دعا إلى دعـم الإنتـاج الفلاحي المحلي لسلسلة الزراعات الزيتية، وتشجيع استهلاك زيت الزيتون للتقليص جزئيا من التبعية الناجمة عن اسـتهلاك زيت المائدة، وتعزيز طاقة تخزين الزيوت النباتية الخام وإعادة تشغيل خط أنبوب يربط بين إحدى الشركات وميناء الدارالبيضاء، مع تشـجيع الفاعليين في سـوق زيوت المائدة إلى اللجوء إلى الآليات المتاحة من أجل تغطية المخاطر، وتعزيز المنافسة بين الفاعلين على مسـتوى نقط البيع، مع تحديث قنوات التوزيع التقليدية.