يوسف غريب
وقاحتك … ليست مفاجئة
بل المفاجئة أن تكون متخلّقاً وبتربية أسرية ومجتمعيّة تجعلنا نفصل بينك وبين البهيمة والدّابة..
أمّا أن تفتخر بوقاحتك وبهذه الأوصاف القدرة لبنات وأبنان بلدتي فليس في الأمر أيّ جديد غير تكرار نفس الاسطوانة منك.. ومن غيرك وعلى مستوى هرم السلطة في بلدك..
ممّا جعلك اليوم تشهد العالم لا على وقاحتك فحسب بل رتبتك المتقدمة التي جعلتك من سفلة القوم..
وبالمناسبة فسافلة الإنسان كما جاء في القاموس العربي هي قعدة الإنسان ودبره أي مؤخرته..
ويا لهامن صدفة..! ؟ والقدرة أيضاً على توظيف فمك الأعلى وبأنكر الأصوات .. وتوظيف فمك الأسفل بالقذف في المحصّنات من سيدات بلدي.. ونعتنا باللقطاء وبدون هوية أسرية او ماشابه..
نحن نعرف أنفسنا.. ومن أين جئنا أفردا ومؤسسات.. ونترك تاريخنا وحضارتنا شاهدة على ذلك..
ونترك العالم يزداد قناعة بوقاحة هذا النظام العسكرى المافيوزي من خلال تسخير واستغلال هذا البوق الإعلامي الذي ذهب به الجنون والحمق بعد خروج ثعالب الصحراء كأرانب من الكان الافريقي إلى القول بأن لا قيمة لكأس إفريقيا بدون الجزائر..
هذا الشعور بالعظمة الوهمية والإستعلاء المجاني واستصغار الآخر وتحقيره وحسب دراسات علمية في الموضوع ما هو إلاّ تعويض نفسي لحالات فردية وجماعية لدى فاقدي الهوية الأسرية والوطنية..
وهنا أودّ أن أقترب أكثر إلى أذن هذا الدّرّاجي كي أعيد على مسامعه تصريح ماكرون وبالحرف :
( لم تكن هناك أمّة اسمها الجزائر قبل الإستعمار الفرنسي)
هذا التصريح الذي فسّره المؤرخون أنذاك بأكبر إهانة في تاريخ الشعوب والأمم.. وبدأ الحديث عما يمكن تسميته بلقطاء التاريخ..
وعودة سفيركم مذلولاً محسورا إلى بيت الطاعة.. وتحت أحذية من صنعوكم ويعرفون أصولكم وأصول أجدادكم.. دليل قاطع على أن تسمية
( تركة الفرانسيس ) وصف دقيق لهذا التيه الهوياتي جغرافيا واللقيط تاريخيّاً..
أنت من هذه التربة والتربية أيها الدراجي ولدت كمكبر للصوت لاغير لكبرانات فرنسا الذين حاولوا منذ انقلاب بوخروبة والغدر بأصدقائه شراء ورقة الهوية الثورية العالمية والدفاع عن الشعوب.. وهو أكبر مجرم عرفه تاريخ المنطقة بتهجير ألاف العائلات المغربية وتشريد الأسر والفصل بين أفراد الأسرة نفسها ويوم عيد الأضحى المبارك..
هذا الفعل الإجرامي لا يقدر عليه إلا من لا هوية له ولا عمق أسريّ.. ومنعدم المروءة والأخلاق..
هو جدّك.. ولا فرق بين القذف بالاسر على الحدود.. وبين قذفك اليوم.. وبين رئيسكم الحالي الذين سمّانا بدولة بشمال إفريقيا.. بل ومحو اسمنا من الخريطة.. وآخرها قناتكم الرسمية ذكرت كل الفرق المؤهلة للثمن النهائي الا بلدنا.
أنت من هذه التربة والتربية ومن جماعة الجبناء والفاشلين والعجزة.. حين ينتصرون- وطبعا في كرة القدم لاغير – يفرغون عقدهم النفسية المزمنة علينا.. من تهنئة رئيسهم بمليون ومليون تبريكة أثناء الانتصار على المغرب في بطولة كأس العرب..
مع رفع الإعلام الفلسطينية حينها.. وحرق العلم المغربي.. ورفع خرقة الجمهورية الوهمية.. ووصف الجمهور المغربي بالجمهور الصهيوني ووو
وأتحدّاك يافاقذ الهوية التاريخية أن تجد مدوّنا مغربيا اوصحفيا وقتها أساء إلى شرفكم وشرف أمهاتكم أو شيء من هذا القبيل..
ليس خوفاً.. بل تربية وتكوين فنحن على منوال تربية ملوكنا.. نمدّ اليد ولا نقطع الصلة.. ولا نسبّ المستقبل..
ليس عجزا في الرد.. أبداً بل احترام لتاريخنا ولسمعة بلدنا..
لذلك كنّا سعداء نحن وشعوب المنطقة ودول إفريقيا بهزيمتكم.. لأن في ذلك هزيمة لهذا الشرالقادم من أفواه العصابة..
سعداء بهذا الهزيمة كي يعرف ما تبقّى من الناس حقيقتكم كقطاع الطرق يملكون دولة منبوذة ومعزولة وعلى جميع الأصعدة والمستويات..
حقيقة دولة ما زال دفتر ميلادها مجهولة الهوية بأرشيفات باريس..
هي الحقيقة التى دفعت بالمفكر الجزائري ابن تاوريرت بالقبايل الفقيد محمّد أراگون اختيار المغرب مكانا لدفنه إلى جانب عظماء وشرفاء وشريفات وطننا هنا بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء..
هل تساءلت أيها المهرج الوقح لماذا اختار هذ المفكر العالمي بلدنا..
لأنها هي الأصل بالمنطقة.. شعبا وحضارة.. ومنّا خرج أول من نسج اللباس لستر عورات النّاس حتّى اللقطاء في التاريخ مثلكم..
هذا قدرنا التاريخي الجميل..
ولا عزاء للحاقدين وسفلة القوم بشراً ودولة