لمياء. ب
عمي علي الصحراوي، هذا الرجل المتقدم في السن الذي تحدى خطر الموت لإنقاذ الطفل ريان، نال الإشادة رفقة عدد ممن ضحوا بحياتهم في محاولة لتحقيق المعجزة في واقعة دوار إغران، ساعات متواصلة تعدت المئة من الحفر و الجهد دون أكل و لا نوم، بكل نكران للذات و بروح وطنية و إنسانية قل مثيلها.
البطل “عمي علي الصحراوي” بعد أن استعاد قليلا من الراحة، فتح قلبه بشكل عفوي و عبر بلكنته الصحراوية الجميلة و بكلمات خجولة عن تفاصيل الأيام الخمسة تحت أطنان من الرمال بحثا عن طوق نجاة للطفل ريان.
يقول عمي الصحراوي: “قمنا بالحفر إلى حدود 50 سنتيم المتبقية من مكان تواجد ريان، قبل أن ننسحب بعدها و نترك عناصر الوقاية المدنية يكملون باقي المهمة”.
و يضيف: “بالنسبة لرد فعل عائلتي أثناء مبادرتي بالحفر، فقد التحق إبني بمكان الحادثة لإقناعي بترك الحفرة و مغادرة المغارة بعدما شاهد الوضعية التي كنت عليها و الخطر الذي كان يحدق بي، لكنني كنت متمسكا بموقفي، فضلت الموت على الانسحاب”.
يزيد البطل الشجاع الذي نال حب المغاربة و كل من تابع تفاصيل عملية الإنقاذ قائلا: “تقدمت إلى المغارة فوجدت أنه لا يمكنني الدخول إليها، منذ الوهلة الأولى و عند رؤيتي للمغارة بكيت بشدة”.
و أوضح ذات المتحدث أنه ظل متواجدا في موقع الحادثة منذ اليوم الأول و لم يغادره سوى بعد أن أنهى مهمته وقد رأى الطفل ريان عبر الكاميرا الموجودة في البئر وهو يتحرك.
أما بالنسبة للطريقة التي تم بها إخراج ريان من البئر يقول الصحراوي: “لم تكن هناك أي وسيلة أخرى سوى الطريقة التي قامت بها السلطات المختصة لصعوبة الحفر في المنطقة”.