أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية التابعة لمحكمة الاستئناف بالجديدة، قرارها القاضي بالبت في ملف جنائي توبع فيه حارس ليلي، من أجل جناية الاغتصاب وانتهاك حرمة منزل الغير ليلا. وقضت الغرفة ذاتها، بإدانته والحكم عليه بثماني سنوات سجنا نافذا.
وفي تفاصيل هذه النازلة، ورد في محضر الضابطة القضائية التابعة للمركز الترابي للدرك الملكي بسيدي بوزيد، أن امرأة تقدمت أمامها بشكاية، أفادت فيها، أنها امرأة متزوجة ولها طفلان وأنها فوجئت نهاية دجنبر الماضي وهي نائمة بفراشها، بوجود شخص غريب جالس على ركبتيه بالقرب منها.
وأضافت المشتكية، أنه وضع سكينا على خدها وطلب منها عدم الصراخ وهددها بقتلها وقتل طفليها إن رفعت صوتها. واضطرت لمسايرته وطلبت منه عدم إيذائها وابنيها وأخذ ما يريد من المال والحلي، لكنه أمرها بنبرة جافة بنزع سروالها والامتثال لأوامره.
وبدأت تبكي وتستعطفه بإخلاء سبيلها فهي امرأة متزوجة، لكنه ضربها بقبضة السكين على فخذها وطلب منها تنفيذ طلبه، فمارس عليها الجنس بالعنف إلى أن قضى وطره منها وغادر المنزل عبر نافذة المرحاض تاركا إياها في حالة نفسية مزرية. وظلت متجمدة في مكانها، وحاولت استيعاب ما حدث لها. وانتظرت عودة زوجها من العمل وحكت له ما تعرضت له، فرافقها إلى مقر الدرك الملكي لوضع شكاية ضد مجهول.
وانتقلت الضابطة القضائية إلى الدوار واستعانت بتسجيل كاميرتي مراقبة تابعتين لمقهى هناك. وتوصلت إلى سيناريو ما حدث بالضبط. وشاهدت المتهم وهو يترقب خروج الزوج من منزله، قبل أن يتوجه نحو بيت المشتكية ويقترب من نافذته. ثم عاد إلى المقهى وانتظر قليلا، وبعد مشاهدته للزوج وهو يغادر الزقاق، انتظر قليلا ثم عاد إلى النافذة وولج عبرها إلى داخل المنزل.
وعرضت الضابطة نفسها محتوى التسجيلات على عدد من رواد المقهى، فتعرفوا على المتهم وزودوها بهويته الكاملة، إذ يتعلق الأمر بحارس ليلي يتحدر من تارودانت. ويعمل بإحدى الفيلات بالجديدة ويتردد على المقهى من حين لأخر.
وكثفت الضابطة ذاتها أبحاثها عن المتهم، وبعد مرور يومين، التحق بها زوج الضحية وأخبرها أن المشتبه فيه يوجد بمقهى بوسط مركز سيدي بوزيد. وانتقلت إلى هناك وعملت على تطويق المقهى وتقدم منه دركيان وطلبا منه بطاقته الوطنية ثم أمراه بمرافقتهما.واستفسراه عن المنسوب إليه، لكنه نفى أية علاقة له بذلك، وواجهته الضابطة القضائية بتسجيلات كاميرتي المراقبة، فاضطرب وارتبك ولم يجد بدا من الاعتراف. وصرح أنه يعمل حارسا ليلا وأنه تعرف على بعض أبناء الدوار وأنه مهووس بالنساء خاصة المتزوجات. وأنه فشل في ربط علاقات غرامية رغم عدة محاولات.
وأضاف أنه سبق له أن قضى عقوبة سالبة للحرية، بعدما تورط في قضية مماثلة.
وبخصوص القضية الحالية، أوضح أنه رأى الضحية وأعجب بها لقوامها الجذاب، وعلم أن زوجها يغادر بيته باكرا، فقرر اقتحامه لممارسة الجنس معها.
الصباح