إيمان أهياض
الروتين اليومي اشتهر هذا المصطلح خلال السنوات الأخيرة على السوشيال ميديا في العالم العربي اجمع حيث شكل محطة سخرية وجدلا وسخطا عارمين تربعا على عرش الطوندونس ويقصد به نشر الماثرين لحياتهم اليومية بتفاصيلها الصغيرة بكشفهم أسرار البيوت مع التركيز على نشر ايحاءات جسدية اغرائية مع تعمد ارتداء ملابس شفافة مخلة بالحياء مساهمين في نشر الرداءة في صفوف المراهقين والقاصرين بغية لفت انتباه المتابعين بهدف الحصول على نسبة مشاهدات عالية وبالتالي ربح اموال طائلة جعلت هاته الاخيرة من الشهرة او البوز هدفا يسيطر على صغار العقول والحمقى وبالتالي جعل هذا المبتغى هدفا وجب تحقيقه بشتى الطرق من خلال تحديات ومسرحيات و نشر فضائح واشاعات وقد تصل حتى الى خلق صراع مفبرك بين شخصين يعملان معاً لخلق جدل وشهرة على المنصات.
الغريب والمضحك في ان واحد ان الترند الذي احتل قائمة الفيديو الاكثر مشاهدة وحصد على عدد هائل من الاعجاب والتعاليق كان للروتين اليومي . أسئلة كثيرة تدور في الذهن على راسها : من وراء هذه المهزلة ؟من سوق لهاته الموجة؟من يدعم التفاهة؟واذا كان العالم ضد التفاهة ومعارض لها وسط سخط وضجة عارمين فمن اذن صاحب تلك المشاهدات الخيالية؟اهي مزيفة ام فضول ام نفاق ؟وما سبب اللهف وراء الفضائح والتفاهة والرداءة ؟وهل للاعلام دور رئيسي في تسليط الضوء على الحمقى مساهمين في نشر الرداءة وجعلها تطفو على السطح من خلال استضافتهم المستمرة والمبالغ فيها للبرامج ؟واخيرا كيف يمكن تصدي ومواجهة هذه الظاهرة او بالاحرى هذا الوباء الذي انشر بسرعة الضوء وساهم بدوره في تدني القيم والمستوى الثقافي للمجتمع عل حد سواء كما ساهم ايضا في عري نظامه الاجتماعي؟كل هاته الأسئلة وجب الإجابة عليها لايجاد حلول تحد من هذا الوضع الكارثي الذي لا يبشر بالخير .
و لحسن الحظ أن اليوتيوب اصدر بندا عريضا سيتم تفعيله على المدى القريب ينص هذا الأخير على مجموعة من الشروط الصارمة التي تقيد استعمال اليوتيوب بعقلانية، تهدف هذه الشروط بالدرجة الاولى الى محاربة التفاهة والإيباحية والحد من انتشار الجهل وكل ماهو من هذا القبيل بفرضها غرامات مالية لكل من سولت له نفسه بمخالفة هذه الاخيرة اضافة إلى اغلاقها لهاته القنوات بصفة نهائية.
