هي مفارقة غريبة ..شيء نسميه تبذير للمال العام في زمن تطالب فيه الداخلية ب”تزيار السمطة ” …هي أقرب بالفعل إلى عقلية تمارس التسيير برأس في العالم المتقدم وأقدامها في مشاكل بالجملة ..ومن عجائب التسيير أن يفكر المجلس الجماعي لخريبكة في شراء سيارات المنفعة بقيمة 80 مليون سنتيم بينما كل المجالات تشكو العوز …كم جميل أن تتنقل سيارت المنفعة ب80 مليون في شوارع مهترئة ..شوارع محفرة اقتات منها النسيان وودعها الإصلاح وطلب ” البريكولاج ” حق الضيف …
وللإخبار ..فالمجلس الجماعي وافق على برمجة فائض بلغ31,,23,757,2527 إذ ضمنه نقطة تتعلق برغبته في شراء سيارات المنفعة ب 80 مليون سنتيم ..سيارات ستكون رهن إشارة أشخاص قدر لهم من “الحديد” ما هو نفيس في زمن يحاول فيه العالم ترتيب الأوراق لتجاوز تداعيات الأزمات المتتالية ..نحن هنا في خريبكة لا أزمة تحاصرنا سوى أزمة ” سيارات” نريدها فارهة ..نريدها سوداء فاتنة تسر الناظرين
من حق المجلس الجماعي أن يفكر في تيسير عمل أعضائه…ومن حق المجلس أن يرتب أولوياته كما يشاء مادام التصويت هو سيد الموقف ..لكن يرجى الإنتباه فالقناعات تختلف والتاريخ يسجل والسؤال هنا نورده كالتالي ..ماهي أولويات المجلس التي طرحها للمفاضلة ؟ كيف تعامل مع الخيارات التي وضعها رهن المناقشة وهل لامس هموم المواطنين في اختياراته .. ؟ وهل انتهت كل الهموم الخريبكية ليتوقف هذا المجلس عند ضرورة صرف 80 مليون لشراء سيارات ” المنفعة ” ؟
واذا كان مجلس الجماعة قد مارس المفاضلة في أولوياته هل يمكن أن يعلن للرأي العام المحلي النتائج والأهداف الإيجابية من صرفه 80 مليون لشراء سيارات المنفعة ؟ وهل حدد المجلس معايير ملموسة لتعيين احتياجاته الأولى ؟ وكيف حلل عملية الموازنة بين المكاسب والخسائر من شراء سيارات ب80 مليون …
للجواب على كل هذه الأسئلة يكفي ان يتجول الرئيس وباقي الأعضاء أزقة وشوارع خريبكة…فهي كفيلة أن تقول لهم أن اختياراتكم حددت بالفعل لكنها لا ترتبط ارتباطا مباشرا بالمواطن ..يصعب بالفعل فهم الغاية من شراء سيارات ب 80 مليون على اعتبار أن الإحتمال كبير جدا لعدم تحقق واحد من النتائج المرجوة …ان كانت أصلا.