توقعت دراسة حديثة أن تبلغ أسعار المحروقات بالمغرب خمسا وعشرين درهما للتر الواحد. الدراسة حول الوضعية الاقتصادية التي أعدتها مجموعة القرض الفلاحي مؤخرا حول المقاومة الهيكلية للاقتصاد المغربي في وجه الموجة العالمية لغلاء أثمان المحروقات ارتباطا بارتفاع الأسعار الدولية للنفط، أكدت أن توقع ارتفاع المحروقات بالمغرب إلى هذا الحد، مرتبط بالأساس بارتفاع أسعار واردات المغرب من النفط والمحروقات إلى ضعف ما هي عليه الآن.
الدراسة التي تطرقت لها الزميلة ” ليزيكو” في عددها ليوم الأربعاء الأخير بعنوان “إلى اين يسير ارتفاع اسعار المحروقات بالمغرب؟”، أكدت انه في الوقت الذي بلغ فيه السعر الدولي 107دولار للبرميل بلغ سعر الديزل عند بعض الموزعين 15.43 درهم للتر، يوم الثلاثاء 17 ماي الجاري، فيما بلغ سعر الغازوال الى 14.58 درهم نفس اليوم، وهو ما يؤشر على ارتفاع صاروخي مرتقب قد يذهب إلى ضعف هذا السعر للتر الواحد إذا ما ارتفعت الفاتورة لواردات المغرب الطاقية.
المصدر ذاته، ووفقالا للدراسة ذاتها، وبموجب الارتفاع المتوقع للسعر الدولي لبرميل النفط ، كما بموجب ارتفاع فاتورة الواردات المغربية من المحروقات إلى الضعف، لم يستبعد زيادة تصل إلى عشرة دراهم في الفلتر الواحد من الديزل كما من الغازوال.
وفيما توقعت هذه الدراسة بلوغ أسعار المحروقات إلى حد غير مسبوق بالمغرب في الأسابيع المقبلة، تذهب مؤشرات الفاتورة الدولية للنفط ومشتقاته إلى استمرار ارتفاعها، إما لقلة الإمدادات على الصعيد العالمي من طرف الدول المنتجة المنضوية في منظمة “أوبيك” و في باقي المنظمات الاقليمية للإنتاج و التصدير، لسبب تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا او لسبب ارتفاع الطلب الصيني و الامريكي على استهلاك النفط و المحروقات، او لسبب ثالث يتعلق، في الايام الأخيرة، بتفشي جدري القرود، ثم لسبب رابع هو بداية موسم الصيف المتسم بالاسفار والتنقلات السياحية عبر العالم، وهو ما جعل أسعار النفط لأول أمس الأربعاء تصعد مدعومة بقلة الإمدادات وتوقعات بزيادة الطلب، مع ترقب بدء موسم السفر الصيفي في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت تسليم يوليو”44 سنتاً ( 0.4%) إلى 114 دولاراً للبرميل، فيما كانت العقود الآجلة لخام برنت زادت بـنسبة 0.1% الثلاثاء الأخير لتسجل زيادة لخامس يوم.كما زادت العقود الآجلة لخام غرب “تكساس الوسيط تسليم يوليو” 51 سنتاً أو 0.5% إلى 110.28 دولار للبرميل.
وفي الوقت الذي تساءلت فيه الزميلة “ليزيكو” في عددها ليوم الأربعاء بعنوان “إلى أين يسير ارتفاع أسعار المحروقات بالمغرب”، ارتباطا بمواصلة إمدادات الخام العالمية انخفاضها مع تجنب المشترين النفط القادم من روسيا، ثاني أكبر مصدر عالمي، في ظل العقوبات المفروضة على موسكو بعد غزوها لأوكرانيا، جاءت الدراسة التي قدمتها مجموعة القرض الفلاحي لتؤكد بان أسعار المحروقات بالمغرب ستتجه إلى الارتفاع الصاروخي.
دراسة القرض الفلاحي التي توقعت هذا الارتفاع غير المسبوق، ربطت ذلك بقيمة واردات المغرب من الطاقة في الربع الأول من السنة الجارية التي مثلت بارتفاعها 6 في المائة من الناتج الداخلي الخام، بمعدل ارتفاع بلغ 87% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.