قبل أيام من حلول عيد الأضحى، تظهر أسواق الأغنام والماعز المعدة للذبح بهذه المناسبة عرضا وفيرا، واستقرارا في الأسعار مقارنة بالسنة الماضية.
وفضلا عن الاستقرار في أسعار الأضاحي قبل أيام من حلول عيد هذه السنة، تتضح معالم سوق مهيكل بشكل أفضل إلى جانب عرض وفير يفوق الطلب بما يستجيب لإمكانيات مختلف الفئات.
وفي هذا الصدد أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن العرض من الأغنام والماعز المخصص لعيد الأضحى 1443 هـ “كاف ويفوق الطلب بكثير”، مبرزة أن “العرض المرتقب للأغنام والماعز لعيد الأضحى يبلغ نحو 8 ملايين رأس. ويقدر الطلب بحوالي 5.6 مليون رأس، يضم 5,1 مليون رأس من الأغنام و500 ألف من الماعز. وبالتالي، فإن العرض يغطي الطلب بكثير”.
وستقوم وزارة الفلاحة، بتعاون مع السلطات المحلية، بتتبع تموين مختلف الأسواق عن قرب لمراقبة أسعار الماشية التي يتم تسويقها، لا سيما على مستوى المحلات التجارية الكبرى والأسواق القروية ونقاط البيع الرئيسية في المدن، وكذا الحالة الصحية للقطيع من طرف مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا).
وأكد المدني، وهو مربي ماشية منذ 30 سنة بسيدي الطيبي (ضواحي القنيطرة)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن سعر الخروف بالجماعة وضواحيها تراوح أمس الاثنين بين 2200 و3200 درهم بالنسبة للخروف ذي الجودة المتوسطة وما بين 3400 و6800 درهم بالنسبة لخروف ذي جودة أفضل.
وفي القنيطرة تتكاثر نقاط البيع على امتداد الطريق القديمة المؤدية إلى “أولاد وجيه”. وقد أوضح محمد، الذي يبلغ من العمر نحو 50 عاما والذي اعتاد بيع الأغنام في مناسبة العيد، “عادة ما أبيع في هذه الفترة ما بين 100 و140 رأسا. أحاول الاستجابة للطلب عبر اقتراح خرفان بسعر 2800 درهم. وأعتبر أن أسعاري في المتناول”.
ويقول إدريس، وهو مرب أغنام من الدار البيضاء، تبدو أسعار أغنامه أعلى مما هي عليه في القنيطرة إنه معتاد على بيع الأغنام في هذه المناسبة حيث يجلب كل سنة حوالي 3000 خروف.
وتابع أنه “في الوقت الراهن، لدي في هذه الحظيرة 200 رأس من بينها 150 من صنف الصردي، الذي يعد صنفا مفضلا لدى الكثير من المغاربة”، مضيفا “نحاول قدر الإمكان الاستجابة لطلب المشترين الذين نسجنا معهم على مر السنوات علاقة ثقة، علما أن الأسعار تظل متباينة”.
وفي الجانب الآخر من الزقاق، يقول حميد إنه “غير راض تماما” عن مبيعاته إلى حدود الساعة وأنه يعول أكثر على مشتريات المغاربة المقيمين بالخارج الذين سيتوافدون دون شك بكثافة هذا الصيف من أجل قضاء العطلة والعيد مع عائلاتهم، وذلك بعد سنتين من الغياب بسبب أزمة “كوفيد-19”.
وأكدت حفيظة، وهي أرملة (45 سنة)، بعد عدة زيارات للأسواق، أن الأسعار تظل مستقرة إلى حد كبير “خلافا لما يروج على شبكة الإنترنت منذ فترة”.
ولئن كان عيد الأضحى المبارك مناسبة دينية لتلاقي الأسر وبث الفرحة بين مختلف أفرادها فإنه يمثل بالتأكيد فرصة لمربي الماشية والفلاحين بشكل عام لتأمين إيرادات تؤمن لهم الشروع في الموسم المقبل بطمأنينة.