لا تكاد الخرجات الإعلامية لعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تنتهي منذ توليه قيادة حزبه، من خلال لقاءات جهوية ومناسباتية يستغلها من أجل معاكسة الشعب المغربي وتطلعاته، والسير ضد تيار المُطالبين بمطالب اجتماعية يفرضها الواقع والمنطق.
فمع تعالي أصوات عموم المواطنين المغاربة بمختلف فئاتهم، مطالبين بضرورة تقوية القدرة الشرائية للمواطنين من خلال خفض أسعار المحروقات، ومنهم من أضاف مطلب رحيل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، باعتباره فاعلا رئيسا في مجال المحروقات، في غمرة هذا كله، أطل على المغاربة مرة أخرى عبد الإله بنكيران، ليقول أنه “ليس متفقا مع هاشتاغ إرحل أخنوش”.
بنكيران الذي كان متحدثا خلال لقاء حزبي، أمس الثلاثاء 19 يوليوز الجاري، لدعم مرشح البيجيدي في الإنتخابات الجزئية بالحسيمة، نبيل الأندلوسي، لم يكتفِ(بنكيران) بإبداء موقفه فقط، بل تعداه لمهاجمة من أطلقوا الهاشتاغ، و”تحداهم بأن يخرجوا للعلن ويعلنوا عن هوياتهم”، وكأن بنكيران يعيش في جزيرة أخرى منعزلة عن المغرب ولا يحس بما تعانيه الفئات المسحوقة بلهيب الأسعار.
خرجة بنكيران أمس في الحسيمة لمُهاجمة أصحاب الهاشتاغ الإجتماعي المذكور، وسابقتها في كلمته خلال لقاء الأمانة العامة للحزب التي حاول فيه الدفاع عن أخنوش أيضا، من خلال رفضه للهاشتاغ بعد تصدره “الترند”، كلها مؤشرات تؤكد بالملموس أن بنكيران يعيش في بحبوحة “تقاعده السمين” المؤدى من جيوب دافعي الضرائب من المواطنين، و أن حياة الرفاه التي يعيشها بنكيران لا تتأثر بغلاء الأسعار و تقلبات السوق أو حتى ببقاء أو رحيل أخنوش.
ويأتي هذا تزامنا مع انتشار وسم “هاشتاغ” على مواقع التواصل الإجتماعي بالمغرب، للمطالبة بخفض أسعار البنزين إلى 8 دراهم و ثمن الغازوال إلى 7 دراهم، بعدما بلغت أسعارها مستويات قياسية بسبب عوامل دولية و وطنية أسهمت جميعها في غلاء المحروقات والأسعار بشكل عام، في حين رأى متابعون أن إضافة وسم #Dégage_Akhannouch لحملة المطالبة بخفض أسعار المحروقات تحميلا للمسؤولية لهذا المسؤول الحكومي على اعتبار أن من مسؤولياته حماية القدرة الشرائية للمغاربة، كما أنه أحد أبرز الفاعلين في قطاع المحروقات، لامتلاكه مجموعة اقتصادية تضم شركة تحتكر أزيد من 40 في المائة من سوق المحروقات في المغرب، لكن البعض اعتبر أن حشْر أخنوش في النقاش هو “استغلال لهذه الحملة من أجل تصفية حسابات سياسية معه”.