اعتبر مصطفى بيتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، اليوم الأربعاء (27 يوليوز)، أن الوضعية المائية التي تشهدها بلادنا “غير طبيعية”، ما دفع رِئاسة الحُكومة إلى اعتماد مُتابعة دقيقة لهذا الملف امتدّت لشهور عديدة، ولم تنحصر عند لقاء اثنين بين أعضاء الحكومة، ما تمخّض عنه إحداث لجنة لليقظة لمُتابعة قضايا الماء.
مياه الشُّرب.. أولوية
وأكد مصطفى بيتاس، خلال ندوة صحافية عقب انعقاد المجلس الحكومي، أن الأولوية هي للماء الصالح للشرب، وأهمية توفير هذه المادة الحيوية في منازل جميع المغاربة.
وحول إمكانية التركيز على تدبير مياه السّقي في القطاع الفلاحي، الذي يحتاج إلى 85 في المائة من المياه، علّق الناطق الرسمي باسم الحكومة على ذلك بالقول: “إن نسبة 85 في المائة تتعلق بوضعية عادية وطبيعية تتميز بوفرة مياه السقي، في حين أن المغاربة في حاجة أكبر إلى مِياه الشّرب وإلى تفادي انقاطاعات الاستهلاك المنزلي”.
وعن الإجراءات المُواكِبة لاقتصاد الماء في المجال الفلاحي، قال المسؤول الحكومي: “إن مخطط المغرب الأخضر ساهم في تحويل 750 ألف هكتار من الري بطريقة عادية، إلى الريّ بالتنقيط، وهذا مؤشر مهم أدى إلى اقتصاد نسبة كبيرة من المياه التي كانت تضيع عشوائيا”.
تدبير حكومي لأزمة المياه
وأكد بايتاس، على تعبئة الحكومة لإمكانات مالية، ومجموعة من الإجراءات، كان آخِرها دوريةٌ من رئيس الحكومة عزيز أخنوش إلى الولاة والعمال لتدبير هذه المادة الحيوية، فضلا عن إجراءات استعجالية قامت بها الأخير، خاصة المرتبطة بالأحواض المائية التي تعرف عجزا، بما فيها المتواجدة في كبرى المدن كالدار البيضاء، حيث سيتم ربط المنطقة الشمالية للعاصمة الاقتصادية بالجنوبية، لجلب المياه من سد مولاي عبد الله على مستوى الرباط.
وبالنسبة لمدينة مراكش، يضيف المتحدث، سيتم دعم حقينة سد المسيرة بطلقاتٍ مياه من كل من سد الحنصالي وبين الويدان، كما سيتم دعم سد مولاي يوسف، ولتزويد مُدن الناظور والدريوش وبركان والسعيدية وراس الماء، سيتم استغلال مياه محطات الضخ بالنسبة لمنطقة ولاد ستوت ومولاي علي، فضلا عن إنجاز أثقاب مائية في مدن كثيرة، مثل وجدة وغرسيف.
إجراءات على المدى المتوسط
الحكومة أعلنت أيضا، أنها ستتخذ إجراءات أخرى على المدى المتوسط في أفق 2026، منها إطلاق إنجاز مشاريع لتحلية مياه البحر، في الدار البيضاء ستم إطلاق 300 مليون متر مكعب، ومشاريع أخرى في هذا الاتجاه في كل من آسفي والجديدة والداخلة، تليها كل من محطات الناظور وسيدي إفني وطانطان وطرفاية.
وأعلن الناطق الرسمي، قرب انطلاق محطة لتحلية المياه لدعم تزويد مدينة العيون بمياه الشرب، وعن معالجة مشكل المياه في أكادير، بفضل وحدة تحلية المياه في اشتوكة، تم إنجازها في إطار مخطط المغرب الأخضر، لري 15 ألف هكتار بمنطقة سبت الكردان، وهو مشروع كان موجها لأغراض فلاحية، ويعطي الأولوية اليوم لمياه الشرب في المدينة، وتنضاف إلى تلك الإجراءات، اقتناء وحدات متنقلة لتحلية المياه في الطبقات المائية الجوفية، وشراء أكثر من 700 شاحنة صهريجية وتزويد 80 مركز و4930 دوار بالماء