أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية التابعة لمحكمة الاستئناف بالجديدة، أخيرا، قرارها القاضي بإدانة ثلاثة متهمين، بعد متابعتهم من قبل الوكيل العام للملك ومؤاخذتهم من أجل جناية التحريض على أفعال إجرامية والضرب والجرح والسرقة والتهديد بنشر صور إباحية والفساد، والحكم على الأول والثاني بسنتين لكل واحد منهما، واحدة نافذة والثانية موقوفة التنفيذ، فيما حكمت على المتهمة الثالثة بسنة واحدة، ستة أشهر منها حبسا نافذا والباقي موقوف التنفيذ.
وتعود وقائع هذه القضية إلى أبريل الماضي، عندما التحق المشتكي بالضابطة القضائية التابعة للمركز الترابي للدرك الملكي بالبئر الجديد، واضعا شكاية، أفاد فيها أنه تعرض للضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض وتمت سرقة محفظته بها مبلغ مالي ووثائق خاصة به وبدراجته النارية.
وأوضح أنه أرمل وله طفلان من زوجته المتوفاة سنة 2016 وأنه يشتغل بالبيضاء، وتعرف على امرأة عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أخبرته أنها أرملة ولها طفل. وتبادلا رقمي هاتفيهما المحمولين وظلا يتواصلان مدة أيام وتوطدت العلاقة بينهما، وتطورت إلى علاقة غرامية تبادلا من خلالها رسائل العشق والغرام عبر تطبيق التراسل السريع (واتساب).
وبعد ذلك طلبت منه اللقاء، وحددا المكان والزمان بمركز سيدي رحال الشاطئ. والتحق بها ووجدها تكتري شقة مفروشة. ومكثا بها مدة معينة، تعرفا فيها على بعضهما جيدا، وتوجا علاقتهما بلقاء حميمي. ورافقها إلى محطة الطاكسيات للعودة إلى البئر الجديد، فيما عاد هو إلى مقر عمله وسكنه.
وأضاف أنها طلبت منه الالتحاق بها مرة أخرى. ولبى طلبها سيما أن العلاقة توطدت بينهما واتفقا على تتويجها بالزواج. ووجدها في انتظاره وانتقلا إلى مطعم وتناولا وجبة غذائهما، وطلب منها هاتفها المحمول، فارتبكت وتحججت بأنه غير موجود معها. ولما أصر على ذلك، طلبت منه مرافقتها إلى مقر عملها وهناك تفحص الهاتف المحمول، فعثر على دردشات حميمية مع شخص آخر وصور مثيرة ورسائل خاصة. وثارت ثائرته وأمسك بخناقها لكنها تمكنت من تهدئته ومسحت كل ما له علاقة بالشخص المذكور.
وغادر المكان ونسي ما حدث، واستأنفا علاقتهما وطلب منها إرسال صور خاصة لها، فأرسلت له سيلا منها وهي في وضعيات مختلفة ومثيرة. وبعد مرور عدة أيام، فوجئ بها تطلب مقابلته ودلته على الشقة التي اكترتها. والتحق بها وما كاد يسترجع أنفاسه حتى سمع طرقا على الباب. وانزوى في غرفة وأغلق عليه بابها، لكن الضيوف كسروه وأشبعوه ضربا وسلبوا هاتفه المحمول وأرغموه على الإدلاء بالقن السري وسلبوا مبلغ 250 درهما ووثائقه الخاصة.
وتم استدعاء المرأة وبعد محاصرتها بأسئلة دقيقة ومواجهتها بتصريحات الضحية، اعترفت بأنها خوفا من تنفيذ ابتزازه لها بنشر الصور الإباحية التي أرسلتها له، اتفقت مع صديقها (المتهم الأول) على استدراجه لسرقة الهاتف واستعادة الصور، لكن الأمور تطورت إلى اعتداء وسرقة.