هل يعلم السيد والي جهة فاس مكناس ما يجري بالقرب من مقر ولايته بشارع علال بن عبد الله بعد السابعة مساء ؟ سويقة لبيع “الحموص” “البيبوش” “الذرة” “سندويتشات بطاطة و البيض” و حتى عربات بيع الخضر و الفواكه.
نحن هنا لا نلبس الحق بالباطل، فمن حق هؤلاء الباعة المتجولون السعي وراء لقمة عيشهم و العمل لكسب رزقهم، لكننا ننتقد المسؤولين من منتخبين و سلطات محلية الذين لم يتمكنوا من توفير أسواق نموذجية لهؤلاء تحفظ كرامتهم و تحفظ جمالية الشارع العام و المدينة.
فأن يتحول أشهر شارع بمدينة فاس تتمركز فيه أهم الإدارات على مستوى الجهة إلى سوق مفتوح في الهواء الطلق، فهذا يعكس الخلل في التدبير على كل المستويات، كما يعكس الفقر و البطالة التي أصبح يغوص فيها المواطن الفاسي، بطالة دفعت شريحة مهمة من أبناء الشعب إلى ممارسة البيع المتجول عبر عربات متنقلة تجوب شوارع المدينة لا سيما الكبرى منها كما هو الشأن في شارع علال بن عبد الله.
فمن يا ترى يتحمل مسؤولية تكاثر هاته العربات المجرورة كالفطر داخل أعرق مدينة في المغرب لترسم لوحة قاتمة تعود بالمواطن كما الزائر إلى القرون الوسطى، و كأننا في السوق الأسبوعي لأحد القرى النائية في مداشر المغرب العميق.
هذا المشهد البئيس يقتضي من المنتخبين و مسؤولي السلطات المحلية و على رأسها القسم الاجتماعي و لجنة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن ينهضوا عن وسائد الكسل المتكئين عليها ليبحثوا عن حلول مبتكرة تخدم مصلحة المدينة و مصلحة هؤلاء الباعة على حد سواء.
أين هي الأسواق النموذجية لبندباب و عوينات الحجاج و سهب الورد مثلا ؟ لا وجود لها. أسواق لم يكتب لها بعد الولادة و بالأحرى أُعدِمَت قبل الولادة.
المجلس الجماعي السابق لم يتكبد عناء إخراجها إلى الواقع و احتفظ بها حبيسة الرفوف و النوايا ؛ تاركا بذلك إرثا من المشاكل للمجلس الحالي.
فهل ستتكاثف الجهود لإخراجها من جديد و حل مشكل الباعة المتجولين و لو بشكل جزئي ؟ أم أن دار لقمان ستبقى على حالها ؟ أليس من المخجل أن يصبح هذا الشارع التاريخي للحاضرة العلمية قِبْلَةً للباعة المتجولين من كل حدب و صوب ؟
سننتظر رفقة المواطن الفاسي أجوبة عن تساؤلنا و عن واقع هذا الحال.