غليان ما بعده غليان بات يعرفه المشهد السياسي بمدينة فاس لعدة أسباب قد تُفَجِّر مستقبلا التحالف الرباعي المكوِّن لمجلس جماعة فاس.
تحالف بدا هشًّا منذ البداية نظرا للصراعات التي طفت على السطح، و لعل أبرزها ملف شركة “سيتي باص” المفوض لها تدبير قطاع النقل الحضري بمدينة فاس.
في خضم هذه التطاحنات التي دارت رحاها بين الأحزاب في عدة مقاطعات بلغت حدّ عدم تصويت فريق الأحرار مؤخرا على الميزانية بمقاطعة المدينة و قبلها عدم اكتمال النصاب القانوني لعقد دورة مجلس مقاطعة زواغة، ظهر حزب الاتحاد الاشتراكي ثابتا على مواقفه، قويا بمنتخبيه، مدافعا صنديدا على مصالح من المواطنين بمدينة فاس.
منتخبو حزب الوردة كقائدهم المرحوم عبد الرحمن اليوسفي، كانوا عند حسن ظن الفاسيين بدفاعهم المستميت على قضاياهم، و لعل هذا ظهر جليا لمتتبعي الشأن المحلي، لا سيما في ملف النقل الحضري” و ملف “الباركينات”. فالسيد البوصيري، النائب البرلماني و نائب السيد العمدة، كان واضحا منذ البداية في مواقفه، مكرسا كل انشغالاته في خدمة المواطنين و حل المشاكل العالقة، و على رأسها النقل الحضري، ليس مثل منتخبين آخرين من ذوي الوجهين وضعوا أنفسهم في خانة المنافقين و المتملقين.
أبناء حزب الودرة تميزوا منذ اليوم الأول من انتخابهم، بحرصهم الدائم على الاصطفاف مع المواطنين للدفاع عنهم، و لو كلفهم ذلك مواجهة حلفائهم داخل المجلس الجماعي.
هاته القضايا التي أُثيرَت في المشهد السياسي في العاصمة العلمية، أفرزت بشكل غير مباشر طرفين نقيضَيْن : حزب الأحرار و الاستقلال في جهة و حزب الاتحاد الاشتراكي في جهة أخرى، بالإضافة لحزب الأصالة و المعاصرة الذي ظل في غالب المحطات محايدا إلى حد السلبية في المواقف.
هذا الواقع جعل حزب الحمامة و الميزان يظهران كحزبَيْن رِجْعيَّيْن هَمُّهُما المصلحة الذاتية، بعيدا عن مصلحة المواطن ؛ بل أكثر من هذا، قد لاحظ باقي الفرقاء السياسيين أنهما تغَوّلاَ عليه و على المواطنين. فمن سيرد منتخبي هذان الحزبين إلى الطريق السوي قبل أن ينفجر التحالف و تَنْقَضَّ المعارضة على التسيير إذا ما تحالفت مستقبلا مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ؟