تشهد عدة دواوير في جل ربوع المملكة نزيفا مستمرا ونفورا لعشرات الأسر التي اختارت الرحيل من البوادي للاستقرار بالمدن، مثل فاس و مكناس و الدار البيضاء وتطوان وطنجة، هربا من قحط الجبال وصعوبة العيش بالقرى وضعف مؤشرات التنمية بالجماعات الترابية وبحثا عن ظروف عيش أفضل وطمعا في قسط من الكرامة والحقوق.
تشكل المياه أكبر مشجع على بروز أي قريَة أو تجمع سكني؛ غير أن غالبية القرى والمداشر تشكو نقصا وأزمة تزود بالماء الشروب زادت حدتها مع الوضعية الراهنة التي يعيشها المغرب بفعل قلة التساقطات والتغيرات المناخية، وما رافقها من طوارئ مائية.
مكرهة لا بإرادتها حملت أسر عديدة أمتعتها واختارت الترحال والتنقل بسبب عوامل عديدة ومتعددة، يبقى أبرزها نقص الماء الشروب بعدما لم تقوَ تلك الأسر على مجاراة غضب الطبيعة وسوء تدبير البشر لتشد الرحال صوب الحواضر بعدما ضاقت سبل العيش.