في سياق أزمة دبلوماسية صامتة بين الجزائر ومصر، ودعم المغرب لمصر في معركتها حول سد النهضة، بدأ رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد اليوم زيارة رسمية إلى الجزائر تستمر يومين، استقبل خلالها من طرف نظيره أيمن بن عبد الرحمان.
زيارة أبي أحمد للجارة الشرقية، التي لم يعلن عنها قبل وصول أبي أحمد مطار هواري بومدين الدولي، في سياق زخم جديد تشهده العلاقات الثنائية بين الجزائر وأديس أبابا.
الجزائر، كانت قد أعلنت شهر أبريل الماضي عن اتجاهها نحو التحالف مع اثيوبيا، في الخلاف الاقليمي حول الموارد المائية المرتبطة بنهر النيل، بعد التقارب المغربي المصري الأخير، حيث استقبل وزير الموارد المائية الجزائري مصطفى كامل ميهوبي سفير اثيوبيا نيبيات غيتاتشو، لمناقشة “سبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في مجال الموارد المائية”، وعبر له عن “تقديره الكامل لحق إثيوبيا في تنمية مواردها الطبيعية، وجدد الوزير التزام الجزائر الكامل بمشاركة خبراتها في حماية موارد اثيوبيا المائية”، وذلك خلال المحادثات التي انصبت على تفاصيل عملية البناء والمفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي.
كما التزمت الجزائر، بالعمل مع اثيوبيا بخصوص قدرات الإدارة والحماية لمواردها المائية، وتسهيل الاتصالات والشراكات والتعاون بين الوكالات المعنية المسؤولة عن الموارد المائية.
الموقف الجزائري من نزاع مصر واثيوبيا، أتى مباشرة بعد محادثات عن بعد، كان قد أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، مع نظيره المصري سامح شكري، قالت عنه وزارة الخارجية المغربية، إن المملكة المغربية تتابع عن كثب مجريات المفاوضات المتعلقة بسد النهضة، وتأمل أن تتوصل الأطراف، وفي أقرب الآجال، إلى حل يرضي ويحفظ حقوق الجميع، لتعظيم الاستفادة الجماعية من مياه النيل، وأن السبيل للوصول إلى هذا المبتغى هو الحوار والمفاوضات والتوافق، فيما أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ، أن شكري “أعرب عن تقديره للدور المغربي الداعم لمصر في هذا الملف”.
أما الأزمة المصرية الجزائرية، فقد بدأت شهر فبراير الماضي، عندما تسبب لقاء في قطر بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بعبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الليبي الذي سحب البرلمان ثقته منه، في إلغاء قمة كان ينتظر أن تجمع تبون بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي في الكويت، حيث غادر السيسي الكويت فجأة قبل وصول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بساعات، ملغيا القمة الثلاثية التي كان من المنتظر عقدها بين الرئيسين وأمير الكويت.
لقاء الدبيبة لم يكن السبب الوحيد لغضب السيسي من تبون، بل ينضاف إليه إعلان كل من إثيوبيا ونيجيريا والجزائر وجنوب إفريقيا تشكيل مجموعة الأربعة G4 على هامش القمة الإفريقية الأوربية ببروكسل.
“هدف مجموعة الأربعة هو حل المشاكل الكبرى التي تواجه القارة”، في الوقت الذي تدخل مصر في أزمة خانقة مع إثيوبيا بسبب الخلاف حول سد النهضة.
الأزمة المصرية الجزائرية، تنسف جهودا كبيرة كانت قد استثمرتها الجزائر للتقرب من مصر مؤخرا، ترجمت بزيارة قادها الرئيس تبون للقاهرة، كانت قد خصصت للتشاور حول الملف الليبي ووضع خطة عمل مشتركة للعمل على استقرار ليبيا خلال الفترة المقبلة وإقامة الانتخابات الليبية وخروج المرتزقة، كما أن ملف سد النهضة كان حاضرا بقوة في محادثات السيسي وتبون.
الغضب المصري من الجزائر، ينسف كذلك سلسلة زيارات كان قد قام بها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لمصر مؤخرا، وجهوده من أجل استمالة مصر للقبول بالأجندة التي تريد الجزائر فرضها على القمة العربية المقبلة.