بعد الخطوة الاستفزازية التي أقدم عليها الرئيس التونسي قيس سعيد باستقباله لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، و الرد الحازم للخارجية المغربية بطرد السفير التونسي و قطع العلاقات الديبلوماسبة، و تماشيا مع الخطاب الملكي السامي في عيد الشباب حول ضبابية المواقف من قضية الصحراء المغربية لبعض الدول، سار العديد من المسؤولين و المنتخبين على نفس الخطى، عبر إصدار بيانات استنكارية تشجب هذا الفعل الشنيع لرئيس قالت عنه النخبة السياسية التونسية، أنه معتوه و مريض نفسي و مصاب بجنون العظمة و الديكتاتورية.
هذا المستجد الغير مرغوب بين المغرب و أشقائنا في تونس يستدعي مراجعة كل العلاقات الثنائية و اتفاقيات التعاون بين البلدين بل وحتى بين المدن، و لعل من بينها مدينة فاس.
مدينة فاس التي يقودها حاليا العمدة التجمعي عبد السلام البقالي كانت قد وقعت في يناير 2010 اتفاقية توأمة بينها و بين مدينة القيروان التونسية، تخص العلاقات الثنائية بين المدينتين و سبل التعاون الاقتصادي و التبادل الثقافي.
فهل سيلغي السيد العمدة هذه الاتفاقية احتراما لسيادة المغرب ؟ أليس من المعقول قطع كل العلاقات الرسمية و تعليق الاتفاقيات إلى حين اعتذار الرئيس التونسي و تصحيح ما أقدم عليه من خطأ ؟ هل يرضى السيد عزيز أخنوش رئيس الحكومة أن تبقى اتفاقية تعاون تجمع مدينة تونسية و العاصمة العلمية للملكة التي يقودها عضو من حزبه ؟ هل تبقى هذه التوأمة مع مدينة تنتمي لبلد طعن المغرب غدرا ؟
يبقى القرار الأخير للسيد العمدة رفقة التحالف الرباعي المشكل للمجلس الجماعي، و إن لم يفعل فليعلم أن التاريخ لا يرحم.