حذرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، من تنامي استغلال عاملات في حقول وضعيات فلاحية، مقابل أجور زهيدة وساعات عمل تصل لأكثر من 12 ساعة نواحي مراكش.
وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع المنارة مراكش، إن ” جماعة الوداية تشكل نقطة تجمع العاملات الزراعيات لمجموع عمال وعاملات جماعات غرب مراكش، حيث يتم نقلهن بوسائل نقل تنعدم فيها أبسط شروط السلامة والصحة إلى العمل في الضيعات المجاورة للمنطقة عند الفجر بشكل يومي”.
وأوضحت الجمعية، أن “عاملات موسميات يتنقلن للعمل في الضيعات بما فيها ضيعات فلاحية بأيت إيمور وأكفاي والسويهلة وغيرها من المناطق المجاورة”.
وأضافت أن “العاملات يشتغلن من طلوع الشمس إلى ساعات متأخرة من المساء وبأجر زهيد، ويعملن في ظروف قاسية ولساعات طوال تحت أشعة الشمس الحارقة، وارتفاع درجات الحرارة بالمنطقة، ويتم استغلالهن بشكل بشع فيما يشبه الاستعباد”.
وشددت على “قساوة التعاطي مع العاملات الزراعيات منذ لحظة نقلهن إلى ساعة عودتهن لمنازلهن، في غياب أية مراقبة أو احترام لحقوق العاملات والعمال، وفي اعتداء صارخ على حقهن في ساعات عمل معقولة وأجر عادل وحماية اجتماعية ورعاية صحية”.
وأشارت الجمعية، إلى نقل العاملات يتم في شروط لاإنسانية وتوزيعهن على الضيعات بكل المناطق المحيطة بالجماعة، عبر وسائل نقل بدائية تفتقد لأبسط شروط السلامة (تربورتور، بيكوب، جرار ، شاحنات…)، “مما يخلف أحيانا خسائر بشرية وإهانات متكررة تمس بكرامة العاملات بشكل مزمن واستغلالهن من طرف الوسطاء وسماسرة العمل”.
وطالبت الجمعية، الدولة بتحمل مسؤوليتها في احترام حقوق العاملات الزراعيات عبر وقف الاستغلال البشع، وتمكينهن من كل حقوقهن المنصوص عليها قانونيا.
وأكدت على ضرورة تدخل أجهزة الدولة حسب ما يخوله لها القانون، من أجل تسوية المراقبة وضمان حقوق الاجيرات الزراعيات، ومحاكمة ومساءلة المسؤولين عن الفواجع التي تمس قدسية الحق في الحياة وانصاف عائلات الضحايا طبقا لقواعد العدل و الإنصاف.
كما دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الدولة إلى الإعمال الحقيقي والفعلي لشعار الدولة الاجتماعية، بدل رفعه كشعار للاستهلاك والدعاية التي تخفي حقيقة بشاعة الوضع الاجتماعي المأزوم وغياب أية حماية اجتماعية لفئات عريضة من المواطنات والمواطنين وفي طليعتهم العمال والعاملات الموسميين في قطاع الفلاحة والزراعة، وغيرهم من الاجراء في القطاع غير المهيكل وحتى المهيكل احيانا.