إقليم تاونات، مؤهلات طبيعية وخصوصيات خارج أجندة السياحة الجبلية

الحقيقة 2412 سبتمبر 2022
إقليم تاونات، مؤهلات طبيعية وخصوصيات خارج أجندة السياحة الجبلية

عادل عزيزي

أصبحت السياحة الجبلية إحدى أهم ركائز دعم القطاع السياحي في المغرب خاصة و أنها تعد عامل جذب قوي للسياح الذين يبحثون عن المغامرة واكتشاف الطبيعة، فضاءات أصبحت تستهوي العديد من السياح الذين يختارون هذا النوع من السياحة بعيدا عن صخب المدن وضجيجها.


سؤال عريض ما يزال يتردد منذ سنوات، ذلك على خلفية ما يزخر به الإقليم، موقع جغرافي متميز، مآثر تاريخية تحكي أمجاد الماضي، بارزة كشعلة تنمو بالروح والوجدان والمعرفة، على بساط أخضر صنعته طبيعة خلابة وثروات نباتية ومائية وحيوانية وسمكية، ومن تنوع في التضاريس والمناخ، ومآثر تاريخية ومواسم دينية و فنون شعبية فولكلورية، وصناعة تقليدية وحرف ومهارات متنوعة ومجالات لصيد وقنص الحيوانات والطيور البرية، وجبال وغابات وخيول ومحميات ومنابع وبحيرات ساحرة، وغيرها من الفضاءات ذات حمولة ثقافية أصيلة وموروث إيكولوجي متميز، وذات طابع اكتشافي في أعماق الطبيعة وبين الأودية، ولا يمكن لأي زائر للمنطقة ألا تأخذه الرغبة في الانضمام لهواة ومحترفي القنص البري، حيث الوحش والطيور المتنوعة. فهذا منتجع بوعادل حيث المياه العذبة، و قلعة امركو التي تحكي في صمت ذكريات و تاريخ المرابطين، و غابات الودكة و إفران حيث غطاء غابوي خصب و متنوع، و سدود و بحيرات تلية  ومهرجانات، الفروسية بتيسة و السنوسية بقرية ابامحمد، و المهرجان الوطني للتين و المهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلـية و مواسم دينية، موسم مولاي بوشتى الخمار و مولاي العربي الدرقاوي و سيدي امحمد بلحسن و سيدي بوزيد.
يبدو أن هذه المقومات الطبيعية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي يزخر بها إقليم تاونات لم تشفع له لينال حقه من العناية اللازمة.


تساؤلات ومطالب ما تزال معلقة بالإقليم، لماذا لم يتم إحداث مندوبية إقليمية للسياحة…؟ لماذا لم يتم إحداث المجلس الإقليمي للسياحة…؟ لماذا لم يتم إرساء مخطط عمل عام لإنعاش وترويج المنتجات السياحية المحلية…؟، ما معنى شعار «رؤية 2020» وبماذا ساهمت هذه الرؤية لفائدة هذا الإقليم…؟ وغيرها كثير من التساؤلات التي بقيت عالقة إلى أن تعترف مراكز القرار بهذه الإقليم وتعطيه حقه من الاهتمام.


إنها أسئلة التقطها سمعنا من صدى هذه القمم ولعلها رسالة إلى الذين أصموا آذان ساكنة الاقليم بالحديث عن تطوير السياحة الجبلية منذ عقود خلت دون شيء يذكر.. !!! وإعادة الاعتبار لهذا الاقليم الجبلي الذي استشرى فيه التهميش والفقر والأمية جنبا إلى جنب، رغم أن الاقليم ارتقى إداريا إلى مستوى عمالة في غشت 1976، فإنه لا زال يعاني على كل المستويات، ليسير نحو البداوة والتراجع، والابتعاد عن التنمية، إقليم لم يجن إلا المآسي وخيبات الأمل والنكسات من سياسة المجالس المتعاقبة.

Breaking News