لا تكاد جماعة فاس أن تخرج من فضيحة حتى تجد نفسها في قلب أخرى ، يتعلق الأمر هذه المرة بفضيحة “سفرية مصر” ؛ 22 مستشارا من جماعة فاس منهم نواب للعمدة سيتوجهون قريبا إلى مصر للاستجمام و “التفطح” على حساب أموال دافعي الضرائب.
انتخبهم الفاسيون للدفاع عنهم و تحسين ظروف عيشهم فإذا بهم يتمتعون بأموالهم.
مصر أم الدنيا و لا بد لها أن تلتقي بأبنائها من المغرب، من فاس تحديدا، إلا أن أبناءها يتعدون 22 مستشارا، اشتاقوا إلى الأهرامات و يودون صلة الرحم معها. هكذا هو التبذير في أبهى صوره. لكن الغريب في الأمر بحسب المتداول، هو كون هؤلاء المستشارين سيتوجهون إلى مصر لحضور ملتقى ثقافي ستُتَوّج فيه ملكة جمال العرب.
هؤلاء “الملهوطين” من المستشارين يتسابقون على السفريات و الحفلات، و النشاط هو دينهم و ديدنهم. فمن يتحمل المسؤولية في هذا العبث ؟ بلا شك إنه عمدة مدينة فاس و معه التحالف المشكل للأغلبية. لأن الحكامة التدبيرية تقتضي تقليص النفقات و حسن توجيهها و ليس السخاء في الأمور التافهة.
بالمقابل، “ما قدو الفيل زادوه الفيلة” ؛ أعضاء من مجلس عمالة فاس أَبَوْا إلاّ أن يكون لهم كذلك موطِئُ قدم ببلد النيل “واش حلال عليهم حرام علينا” ؛ أبدا. الكل في “الهوى سَوا”. بالصحة و الراحة مسبقا ؛ هكذا هنأ سكان فاس منتخبيهم. و العارف بخبايا الجماعة، يعلم جيدا أن التحالف قائم على “عطيني نعطيك” و ليس على مصلحة المواطن، و لعل ملف الشركة المفوض لها تدبي النقل الحضري بفاس لخير دليل على هذا الكلام.
تبين بالملموس في عدة قضايا أن الإجماع داخل الجماعة غير ممكن إلا في مناسبات “النشاط” و السهرات و المهرجانات. يُوحدون كلمتهم إذا ما تعلق الأمر بحفل ما و يتصارعون إذا ما كانت مصلحة المواطن هي الموضوع.
فهل سيتراجع العمدة و التحالف عن هذه العشوائية ؟ هل سيصون أعضاء الجماعة أموال دافعي الضرائب و يحافظون عليها ؟ واش غادي يتقاو الله فأهل فاس ؟
لهم واسع النظر و التاريخ يسجل ولا يرحم.
