من فاس ، جلالة الملك يدعو إلى العيش المشترك من أجل إنسانية واحدة

الحقيقة 2422 نوفمبر 2022
من فاس ، جلالة الملك يدعو إلى العيش المشترك من أجل إنسانية واحدة

دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء 22 نونبر 2022 بفاس، إلى العودة إلى العيش المشترك الذي ينبني على السلم والتعايش بين الأديان والحضارات، مبرزا أن تحالف الحضارات يعد ركيزة قوية للسلام.

أكد صاحب الجلالة، في رسالته السامية الموجهة إلى المشاركين في الدورة التاسعة للمنتدى العالمي لتحالف الحضارات الذي تحتضنه مدينة فاس يومي 22 و23 نونبر الجاري، أن الوقت مناسب دوما للحديث عن السلام، لا بوصفه نقيضا للنزاع والصراع فحسب، بل بما هو رؤية للعالم، وعلاقة تفاعل مع الآخر، مضيفا أنه “لا شك أن تحالف الحضارات يعد ركيزة قوية للسلام وفق هذا المنظور”.

وتابع جلالته، في رسالته السامية، التي تلاها مستشار جلالته أندري أزولاي، بالقول إن “الحوار، بخلاف الحروب التي تعرف بدايتها دون أي إمكانية للتكهن بنهايتها، يعد نجاحا في حد ذاته وفي جوهره. وفي ظل تجدد النزاعات والصراعات، يبقى الحوار مفتوحا على مآلات إيجابية. فحتى إن لم يفلح في تسوية الخلافات، فحسبه أنه يعزز التعارف والتفهم المتبادل”.

ومن ثم، يرى جلالته أنه “لا بد من إعلاء كلمة الحوار الذي يضطلع به تحالف الحضارات، ولا بد من ضمان سبل نجاحه. فلا سبيل إلى الخلاص إلا بالحوار”.

واشترط جلالته أن يكون هذا الحوار، حوارا بين الحضارات يشمل الجميع ويراعي مصلحة البشرية بكل مكوناتها، بما يسمح باستيعاب العالم في تعدديته، والعمل وفق نهج متنوع الأطراف، وتجسيد مفهوم العالمية بمعناه الحقيقي.

كما أكد على ضرورة أن يكون هذا الحوار، حوارا بين الأجيال، يشرك الشباب ويستشرف المستقبل، مبرزا أن “الشباب لا يمثل فقط الأجيال التي علينا تحصينها ضد ويلات الحرب وضد خطاب الكراهية بمختلف أشكاله، بل هم الأجيال نفسها المنخرطة فعليا في صنع السلام”.

كما يرى جلالة الملك أن هذا الحوار يجب أن يكون حوارا بين القارات ينأى عن كل تفكير أو تعصب عرقي، قائلا: “وأنا هنا أتحدث عن إفريقيا ومن أجل إفريقيا، وعن موقعها المستحق والمشروع لا عن وضعها في الهامش؛ وعن المعاملة التي تستحقها، فلا ينبغي أن تظل تتلقى المساعدات ولا أن تترك لحالها في مواجهة مصيرها؛ وأتحدث عن حقها في التعامل مع شركاء هي جديرة بهم وهم جديرون بها؛ وعن حقها في أن تقدر حق قدرها باعتبارها المتنفس الديموغرافي للعالم وخزان ه الاقتصادي، بما لها من تطلعات ومؤهلات واعد”.

وفي ختام رسالته، شدد جلالة الملك على أهمية العيش المشترك، قائلا: “في هذه اللحظة الفاصلة من تاريخ البشرية، والتي ننكب فيها على التصدي للتغيرات المناخية، ومحاربة الإرهاب، ونبذل قصارى الجهود من أجل تحقيق التنمية المستدامة والأمن المائي والطاقي والغذائي، ومن أجل التنمية بصفة عامة، ينبغي لنا أن نعود إلى ما هو جوهري وأساسي في هذا الشأن، ألا وهو العيش المشترك”.

وأكد جلالته أنه لا “خير يرجى من إطلاق مشاريع كبرى إذا كنا لا نستطيع تجاوز هذه الحلقة الأولى على درب تحقيق العيش المشترك، من أجل إنسانية واحدة تعيد وضع الكائن الإنساني في صلبها”.

Breaking News